بقلم || إبراهيم عطف الله
ما بينَ يمن الإيمان ودول العدوان، وما بينَ صنعاء الثورة والصمود وعدن الاحتلال والهوان، فرقٌ شاسِعٌ وأكوامٌ هائلةٌ من المقارنات والمقاربات المُنصفة هُنا والمُذلة هُناك..
إن الأحداثَ ألزمتنا بالتفكر وأجبرنا الوضع بالتأمل في كليهما؛ لنُدرك حقيقةَ ذاك وحقانية ذا، والواقع يعبر ويشهد بلا إقصاء وبلا زيادة أَو نقصان.
يمنُ الإيمان بالله مؤمنٌ وواثقٌ وعليه متوكلٌ ومستعينٌ في نصرة الدين والمستضعفين، وبقيادة أعلام الهُدى من آل بيت المصطفى يواجهُ أعتى قوى الكفر والاستكبار.. بينما دولُ العدوان بترامب ونتنياهو مؤمنون، وعلى النفط متوكلون في إنهاكِ الدين واستضعافه وقتل وسفك دماء المستضعَفين، وبقيادة ولايات أمريكا وكيان بني صهيون يواجهون دينَ الرحمة والشعوب المسلمة.
يمنُ الأنصار.. جنباً إلى جنبٍ مع الشعوب المسلمة والمقاومة، ضد مَن لعنهم اللهُ في كتابه الكريم، ويداً بيدٍ لحماية مقدَّسات الأُمَّــة الإسلامية من الاحتلال الغاصب.. بينما دولُ النفط جنباً إلى جنب الموساد الإسرائيلي واللوبي الصهيوني ضد الإسلام والمسلمين ونبي الرحمة للعالمين، ويداً بيد في خيانة مسرى ومعراج رسولِ الله وإهدائه مجاناً لكيان المغضوب عليهم.
يمنُ الأوس والخزرج ينفق كُـلّ ما يملِكُ؛ احتفالاً بمولد الرسول الأعظم، بينما ملوكُ النفط صرفوا ما صرفوا لاستقبال المأزومين “ترامب ونتنياهو”، بمئاتِ المليارات التي كانت كافيةً لإطعام كُـلّ جوعى العالم.
يستنكرون خِرقةً خضراءَ متلألئةً ترفرفُ في أرجاء صنعاء فرحاً بمولدِ مَن نصره مالكُ السموات والأرض، فقالوا إننا جياع، وأسيادهم يكنزون الذهبَ الأصفر ويكتنزون الدولارَ الأخضر.
نعم يا هَؤلاء أنتم جياعٌ للفتنة وللدم الأحمر ولسفك الدم اليمني والعربي بالتخندق مع الظالمين.. ونحن جوعى وعطشى للخِرقة الخضراء لاستقبال مولد علَم الهدى الرمز والقائد العظيم.
نحن قائدنا ورمزُنا وقدوتُنا محمد بن عبدالله وامتدادُه اليوم السيدُ القائد صلواتُ ربي عليهم.. وأنتم رمزُكم وقدوتُكم محمد عبدالوهَّـاب وامتدادُه اليوم ابنُ سلمان وابن زايد..
ترفعون صورَهم في احتفالاتكم، وتهتفون شكراً بني سعود وعيال زايد، شكراً تركيا وقطر.. ونحن نرفعُ صورَ أعلام الهدى من أهل بيت المصطفى رضي الله عنهم ونهتفُ: شكراً لله الواحد الأحد.. فكم لنا بالله ورسوله.. وكم لكم بالأمريكي والصهيوني.
ومحلياً ما بين صنعاء الولاء والوفاء، وعدن الاحتلال والهوان، صنعاءُ الصمود والحرية وبقيادتها الحكيمة، صنعاء تحتفل بمشاركة واسعة من أحرار المحافظات الجنوبية بمولد الرسول الأعظم، مجسدةً معنى الفداء والتراحُم والتألف ونبذ الفُرقة ومقارعة الظالمين والطغاة والمستكبرين، بينما في الجنوب يحتفلُ الإماراتي والسعودي بالاحتلال الصهيوني.
وبصورة لا مثيل لها، تدفقت الجالياتُ الإسلامية المقيمة في اليمن من 20 دولة إلى ميدان السبعين؛ تلبيةً لدعوة قائد الثورة -يحفظه الله- في الاحتشاد لإحياء فعاليات المولد النبوي، والمشاركة في الاحتفال والابتهاج والرد على الأعداء، وإلى ذات الساحة بشغَفٍ وشوق للحشد، فرحين بمولد الرسول الأعظم.
وبالتزامن مع احتفالات الشعب اليمني بهذه المناسبة، الجالية اليمنية في نيويورك وبلدان الخارج تجسّدُ معنى الولاء والانتماء لرسول الله وأعلام الهدى من آل بيته باحتفالها بمولد خير البشرية، مؤكّـدين رفضَهم للعدوان الأمريكي على بلدهم ووقوفهم إلى جانب نبيهم وشعبهم اليمني في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، بينما مرتزِقةُ اليمن يجسّدون معنى الخيانة والذل والهوان للغرب والانبطاح للصهيونية في رياض العدوان وإمارات بني قينقاع.
صنعاء كم أنتِ بالوفاء شامخة لأسر الشهداء وعائلات المرتزِقة، لهم فيكِ مكانٌ بأخلاق القرآن الكريم؟ واسألوا جرحى مرتزِقة العدوان في الهند كيف كانت معاملةُ جرحى الأنصار لهم عند انقطاع المال عنهم في غُربة الذل والهوان، فكان جرحى المسيرة عوناً لهم، وهم كانوا بالسعودي والأمريكي وحوشاً ضاريةً ضدهم في الميادين.
أسألوا أسرى العدوان وجرحاه كيف كانت معاملةُ الأنصار لهم في الأسر، واسألوا أسرى وجرحى الأنصار كيف كانت معاملةُ العدوان وأذنابه لهم في المعتقلات.. صنعاء بمولد النور والهداية تحتفي.. وعدن من الاحتلال الإماراتي والسعودي تشتكي.
صنعاء بالريال والاقتصاد في صعود، وعدن هبوطٌ بالريال والأخلاق لأصحاب الفنادق وشقق الرقص والترفيه في جغرافيا العدوان..
صنعاء تحاكِمُ القتَلة والمفسدين وتُلقِي القبض على المجرمين والإرهابيين بعد ساعاتٍ من جريمتهم، وتعز وعدن ضحايا القتل والنهب والسحل والصلب والاغتيالات والاغتصاب بالجُملة والغرماء أحرارٌ بقوات شرعية العدوان.
كم أنتِ يا صنعاء مُتميزة وفريدة بين عواصم العرب والأعراب في احتفالك بمولد النور وحضورك المليوني المنقطع النظير. حماكِ ربُّ العرش رَبُّ العباد.