نبأ من سبأ
سمعنا كثيرا عن حكمة اليمانيين ومدى استيعابهم للسياسة عبر التاريخ وتردد على اسماعنا كلمة يمن التاريخ والحضارة … وبالنظر الى تاريخنا نرى ذكر حضارتنا في التاريخ القديم وسطرها القران كي لاننسى اننا اهل الحضارة والتاريخ … وخاصة في الجانب السياسي .. وباختصار سيدنا سليمان عليه السلام يرسل رسالة الى ملكة سبأ بعد استغراب الهدهد من وجود امرأة تملك الناس وتسوسهم فحوى الرسالة (( ان لا تعلوا علي وأتوني مسلمين )) لم تكن تلك الملكة تعرف الاستبداد فاجتمعت بأهل الشأن وهم الشعب لتعرض عليهم رسالة سليمان وكيف نرد عليها ( قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون ) وتأمل معي عبارة ( ما كنت ) دلالة على الالتزام بالشورى والحرص على التوافق وكلمة ( أمرا ) دلالة على عدم الانفراد بالرأي حتى في صغار الامور فكيف بكبارها , ولذكاء وفطنة قومها ارادوا ان يعطوها دفعة معنوية ان كانت تريد اختبار استعدادهم فقالوا (قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين) فالقوة والرجال والسلاح والاستعداد للتضحية كل ذلك موجود وهذه الصفة التي لم يتخلى عنها اليمانون عبر الزمن .. ولكن لا يحسنون وضعه في موضعة فإن لم يجدوا حاكما عاقلا يحافظ عليهم وعلى دمائهم والا اهلكوا انفسهم معه … ولان ملكة سبأ ذات عقل وحب لشعبها آئرت الدبلماسية قبل الحرب ( قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون (34) وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون ) وفعلا حافظت على شعبها وعلى حضارته … فتغنى الناس بنا اننا اهل الحضارة والتاريخ
وما نريد ان نقوله .. لم نسد على الناس الا بالحكمة والايمان والشورى … من حافظ على حضارته وشعبه فقد اجاد السياسة ولازم الكياسة واما الحمقى فلا مكان لهم في التاريخ ولا تبقى لهم حضارة …
الى عبد ربه منصور هادي … الرئيس اليمني التوافقي … كن لليمن … يكن لك اليمن , شاور الناس في شئونهم ينقادوا لك