تحقيق دولي : واشنطن نفذت غارات جوية سرية في اليمن قوضت من الجهود الشعبية لمحاربة الارهاب
تحقيق دولي : واشنطن نفذت غارات جوية سرية في اليمن قوضت من الجهود الشعبية لمحاربة الارهاب
شهارة نت – وكالات
أكدت تحقيق جديد لمنظمة دولية متخصصة بأن الولايات المتحدة الأمريكية تشن غارات جوية غير معلنة في اليمن، ما يثير التساؤلات عن العمليات السرية الأمريكية في البلاد.
كما يُثِير التحقيق الصادر عن منظمة الحروب الجوية (Air Wars)، يوم الأربعاء، تساؤلات عن ما إذا كانت إدارة دونالد ترامب تستخدم وكالة المخابرات المركزية (CIA) لإخفاء العمليات الأمريكية بسرية أكبر في اليمن.
ووثّق التحقيق ما لا يقل عن 30 هجمة أمريكية بطائرات بدون طيار على مناطق يمنية، منذ يونيو/حزيران 2019، وهي المُدة التي لم تعلن فيها الولايات المتحدة رسميًا عن أي هجوم في اليمن منذ منتصف عام 2019.
من بين هذه الهجمات الثلاثين، تم تقييم 15 حادثة من قبل المنظمة الدولية على أنها ضربات أمريكية محتملة بناءً على التقارير المحلية. وفي ثلاثة أحداث، كلها خلال عام 2020، أشار التحقيق إلى أن مسؤولين الأمريكيين اعترفوا بأن هذه الهجمات نفذتها وكالة المخابرات المركزية (CIA) أو كانت عمليات عسكرية أمريكية سرية.
وقالت المنظمة إن “الإجراءات الأمريكية في اليمن أصبحت سرية خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، وبعضها محمية من المساءلة العامة”.
وخلّص التحقيق إلى أن الغارات الأمريكية في اليمن منذ تولي ترامب الرئاسة قتلت ما لا يقل عن 86 مدنيا، بينهم 28 طفلا و13 امرأة.
ويشير التحقيق إلى أن إحدى مناطق محافظة البيضاء، التي يبلغ نصف قطرها حوالي 25 كيلومترًا، كانت موقعًا لما يقرب من خُمس إجمالي الإجراءات الأمريكية السرية والمعلنة التي تتبعها المنظمة في السنوات الأربع الماضية – مما أسفر عن مقتل 38 مدنياً على الأقل.
وعندما اتصلت المنظمة بالجيش الأمريكي لإبلاغه بأدلة على حوادث قصف المدنيين، رفضت الولايات المتحدة الرد. وبدلاً من ذلك، أكد المسؤولون أنه لا توجد خلية عاملة لمراقبة الخسائر المدنية تغطي عمليات اليمن داخل وزارة الدفاع الأمريكية.
وفي تقريرها المُقدم للكونجرس لعام 2018و2019 زعمت وزارة الدفاع الأمريكية أنه لم يسقط قتلى من المدنيين في عملياتها باليمن.
وقالت جينيفر جيبسون، التي تقود عمل منظمة ريبريف بشأن ضربات الطائرات بدون طيار: “ترسم هذه النتائج صورة مروعة لإدارة أمريكية مارقة في اليمن، غير مهتمة بالمساءلة لدرجة أنها لم تخصص مكتبًا لتتبع عدد المدنيين الذين تقتلهم صواريخهم”.
وأضافت: “برنامج الاغتيال الغامض هذا لا يجعل أي منا أكثر أمانًا ويسبب ضررًا لا يمكن إصلاحه”.
وصعّدت الولايات المتحدة من غاراتها الجوية في اليمن مع رئاسة دونالد ترامب عام 2017م، رافق هذا التصعيد تخفيف كبير للقيود المفروضة على كيفية عمل الجيش الأمريكي في اليمن.
ويقول لوك هارتيج، المدير الأول السابق لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي خلال إدارة باراك أوباما: “يبدو أن ما حدث هو أن إدارة ترامب كانت حريصة على خلع القفازات، كما هو الحال الآن، لتكون ما ترى أنه أكثر صرامة في مواجهة الإرهاب، وكان هذا من أوائل المفاهيم لإتاحة العمليات العسكرية لمواجهة القاعدة في اليمن”.
ويسلط التحقيق -الذي يقع في 38 صفحة- الضوء على الأثر الذي تركته الغارات على المدنيين وقبائلهم. وقال: إن نهج الولايات المتحدة العسكري ربما يكون قد أحبط أيضًا الجهود المحلية للسيطرة على الجماعات المسلحة واحتوائها في اليمن. نظرًا للعلاقة التي يسهل اختراقها في كثير من الأحيان بين القاعدة في شبه الجزيرة العربية والقبائل، فإن الطبيعة العشوائية للضربات الأمريكية في بعض الأحيان قوضت بنشاط جهود شيوخ القبائل لإقناع أبناء قبائلهم الذين انضموا إلى القاعدة بمغادرة التنظيم مقابل الحصول على حصانة”.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الغارات البرية الأمريكية المميتة في عام 2017، والتي قُتل فيها عشرات المدنيين وأفراد القبائل، أدت إلى عزل المجتمعات المحلية وزادت من عدم الثقة والعداء تجاه التدخل الأمريكي في البلاد.