الحرس القديم في لقاء المشير
كنت ضمن العلماء المدعوين في اللقاء التشاوري – الذي نض??ِمته أمانة العاصمة لعلمائها وشخصياتها الإجتماعية ورجال المال والأعمال – مع النائب المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية المرتقب .
تم اللقاء بالقصر الجمهوري وكان الحضور كثيفا?ٍ , ونظرا?ٍ لالتزامنا بالحضور حسب الموعد المضروب فقد وصلنا مبكرين فاحتللنا واجهة القاعة ( الصف الأول ) .
لم نكن على علم?ُ بحضور قيادات رسمية عتيقة ذلك اللقاء , وكعادة تلك القيادات حضرت متأخرة فلم تستطع الحصول على أي?? مقعد أمامي , وليس في حسابها الجلوس مع الناس حيث انتهى المجلس وهي من تعو??ِدت المقدمة دوما?ٍ .
كان من الصعب على هذه القيادات العتيقة أن تعود للوراء , ولم يكن أحد?َ من العلماء ليقم من مقعده ليجلس هؤلاء الذين هم السبب الرئيسي فيما وصل إليه حال البلاد والعباد بفسادهم ومحسوبيتهم وتنف??ْذهم وظلمهم وجشعهم الذي بلا حدود .
كان الواحد منهم حين يصل يتأمل يمنة ويسرة عل??ِ أحدا?ٍ يقوم له , أو عل??ِ كرسيا?ٍ محجوزا?ٍ باسمه , لكن شيئا?ٍ من ذلك لم يحدث فما يكون منه سوى الذهاب لأخذ مقعد من الخلف آتيا?ٍ به إلى أحد طرفي الصف الأول , وهكذا واحدا?ٍ تلو الآخر حتى شك??ِلوا هلالا?ٍ من الواجهة ( طرفي الصف ) .
كنت أتأملهم حين يصلون وأرقبهم وهم يبحثون عن مكان , وأرثى لحالهم حين يصعب عليهم استيعاب متغيرات الحال , وحجم ووزن الرجال الذين احتلوا الواجهة ( علماء الشريعة الذين تضع الملائكة لهم أجنحتها ) .
غرور المناصب :
الحرس القديم لم يستوعب أن الدنيا د?ْو?ِل?َ , فيوم?َ لك ويوم عليك وحسن الحظ أعطاهم حصانة من المساءلة , لتأتي الحقيقة الرائعة في قول الشاعر الحكيم :
إن??ِ المناصب ليس فيها راحة **** إلا ثلاثا?ٍ يت??ِبعها العاقل?ْ
حكم?َ بحق?ُ أو إزالة منكر?ُ **** أو نفع?ْ محتاج?ُ سواها باطل?ْ
فاصنع جميلا?ٍ ما استطعت فإنه **** لا شك من و?ِل?ي?ِ الولاية ي?ْعزل?ْ
إن الولاية لا تدوم لواحد?ُ **** إن لم ت?ْصدقني فأين الأول?ْ
هذا غرور المناصب , وهؤلاء المساكين بحق?ُ أجزم أنهم لم ي?ْقد??موا ولم يكونوا ليقدموا شيئا?ٍ مما جاء في حكمة الشاعر :
لم يحكموا بحق .
لم ي?ْزيحوا باطلا?ٍ .
لم ينفعوا محتاجا?ٍ .
لم يصنعوا جميلا?ٍ .
أكلوا وتسم??ِنوا وخدموا نفوسهم وأقاربهم وحواشيهم لا أكثر , وحد??ث عن مساوئهم ولا حرج .
الله ما أعظم حكمته فالدنيا تكاد أن تكون دار جزاء .
عبد ربه منصور :
أحترم شخصيته كثيرا?ٍ وأقدر الدور العاقل الحكيم المتوازن طوال سنة الأزمة الخانقة . إنه لجدير بأن ينال ثقة اليمانيين ليصبح الرجل الأول .
كنت وما أزال أعتبر المبادرة الخليجية بكل إيجابياتها وسلبياتها ضرورة وطنية لأنها أتت والوطن على مفترق طرق , فالمحافظات والمدن والمعسكرات بدأت بالتساقط وهذا أخطر ما في الأمر .
عبد ربه منصور خير ما أتت به هذه المبادرة والمشاركة في الإنتخابات تعني طي صفحة وفتح أخرى .
والله حسبنا ونعم الوكيل .
خطيب وإمام الجامع الكبير بالروضة – صنعاء
المدير التنفيذي لمنظمة دار السلام