بقلم || زيد البعوه
كيف لا نحتفل بذكرى ميلاد سيد الأنبياء والمرسلين وسيد الخلق أجمعين؟ كيف لا نحتفل بذكرى ميلاد من أرسله الله رحمة للعالمين؟ كيف لا نفرح ونحتفل بمن بعثه الله ليخرج الأمة من الظلمات الى النور؟ كيف لا نحتفل بذكرى ميلاد رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وهو الذي طاعته من طاعة الله وحبه مصدر الحصول على حب الله ؟ كيف لا نحتفل بذكرى ميلاد اعظم وارفع مخلوق خلقه الله منذ آدم الى قيام الساعة؟ كيف لا نحتفل بذكرى ميلاده لنعبر عن شكرنا الجزيل لـ الله على النعمة التي انعم بها الله علينا وهي نعمة الهدية ونعمة القيادة ونعمة الرحمة الإلهية وكثير من النعم التي اجتمعت بكلها في شخصية رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله
كيف لا نحتفل ونفرح ونبتهج بمن رفع الله ذكره واعلى شأنه وخلد اسمه وأرسله للعالمين نبياً وهادياً ومبشراً ونذيرا؟ كيف لا نتهافت على شكر الله تعالى بما انعم به علينا من رحمة وفضل وهداية ونور حين بعث فينا وارسل الينا ا من انفسنا ليخرجنا من الظلمات الى النور؟ كيف لا نحتفل بذكرى ميلاد من أرسله الله الينا ليقودنا الى ما فيه عزتنا وكرامتا وحريتنا واستقلالنا في الدنيا والى ما فيه فلاحنا ونجاتنا يوم القيامة؟ سنحتفل بكل ما أوتينا من قوة وهذا اقل ما يمكن ان نعمله لنعبر عن صدق ولائنا لرسول الإسلام محمد صلوات الله عليه وعلى آله
عندما نرى أعداء الإسلام والمسلمين يعملون ما بوسعهم على طمس هوية الأمة الإسلامية وفصلها عن مصادر قوتها وعزتها وشرفها وكرامتها المتمثلة في رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله وفي القرآن الكريم الذي قال عنه الله تعالى (وانه لذكر لك ولقومك) ثم نرى اليهود والنصارى يستهدفون هذه الأمة ويوجهون لها ضربات قاضية في كل المجالات الفكرية والثقافية والعقائدية والاقتصادية والعسكرية ثم لا يحصل تحرك عملي جاد يمثل قيم ومبادئ الإسلام ليثبت للأعداء ان هذه الأمة تملك الكثير من مقومات القوة التي أهمها واعظمها الإيمان بالله تعالى والإيمان برسوله محمد صلوات الله عليه وعلى آله والإيمان بالقران الكريم
لهذا عندما يحتفل الشعب اليمني الصامد المجاهد بذكرى ميلاد رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله كل عام بزخم جماهيري كبير لا نظير له في الوجود البشري ويعبر من صميم صدق الإيمان الذي يؤمن به عن شكره لله وعن حبه واتباعه وطاعته وتسليمه لرسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله فهو يحتفل من منطلق قول الله تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) وفي نفس الوقت هو يوجه رسائل محمدية إيمانية لكل أعداء الإسلام ان هنا شعب عظيم يتمسك برسول الله ويقتدي به ويجاهد ويضحي من اجل الرسالة التي جاء بها ولأنه كذلك يحظى بتأييد الله ورعايته ونصره ويمنحه الله القوة والعزة كما قال تعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) وهي كذلك متجسدة في شعب الإيمان والحكمة في سلوكه ومواقفه وأعماله لأنه يستمد قوته من مصدره الحقيقي من الله ورسوله
وما يجري اليوم في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية من حالة استنفار إيمانية فرائحيه استعداداً للاحتفال بذكرى ميلاد رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله هو اكبر دليل على ان هذا الشعب الصامد المجاهد يسير في الاتجاه الصحيح الذي يحبه الله ورسوله ويدعو اليه القرآن الكريم عكس الاتجاه الذي يطمح اليه اليهود والنصارى والمنافقين العملاء المطبعين اتجاه الذلة والخنوع والانحراف والاستعمار والجهل والتدجين ، الشعب اليمني اليوم لا يمثل نفسه فقط هو يمثل الأمة ويمثل تعاليم وقيم الإسلام ويتحرك في المسار الذي يجب ان تتحرك على أساسه بقية الشعوب الإسلامية وهذا شرف عظيم يستحقه شعب الإيمان والحكمة
والشعب اليمني الصامد عندما يحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف بشكل لا ينافسه فيه احد هو يعبر عن انتمائه الأصيل للإسلام ويعبر عن علاقته القوية برسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وهو يعبر الموروث الفكري والثقافي والإيمانية الذي ورثه عن الأوس والخزرج من وصفهم الله ورسوله بالأنصار ويعبر عن الأمة الإسلامية بكلها أمة محمد التي قال الله (عنها كنتم خير أمة اخرجت للناس)،وفي هذه الأيام المحمدية سوف يثبت الشعب اليمني للعالم اجمع ان رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله يسكن في نفوس اليمنيين ويجري في عروقهم وانه لا يزال حياً لم يمت بعد وانه سيأثر عبر أنصاره لكل المستضعفين من كل الطواغيت والمستكبرين، لهذا نحتفل بذكرى ميلاد من أرسله الله رحمة للعالمين.