لا عذر اليوم
• هناك من الواجب ما لا يتم إلا بالأداء الفوري له? فلا يجوز فيه التوكيل أو التواكل? بل ينبغي معه التوكل على الله جلت قدرته? وكلما تعلق الواجب بمصير الأمة? واقترن بكيان الدولة وبسلامتها وأمنها ووحدتها الترابية والمجتمعية? أصبح الواجب حينها فرض عين لا فرض كفاية على كل من ينتمي لذلك الكيان وذلك المجتمع? ولم يعد ترفا?ٍ بل ضرورة تقتضيها المصلحة العليا للوطن والمواطنين.
• ولأن الانتخابات الرئاسية المبكرة هي مخرج هذا الشعب العظيم? فكان لزاما?ٍ على كل أبناءه الإسراع في تأديتها? لكونها أضحت واجبا?ٍ على كل مواطن ومواطنه بلغ السن القانونية للإدلاء بصوته لمرشح الوطن المشير عبد ربه منصور هادي? ومن هذا المنطلق فلا عذر اليوم إطلاقا?ٍ في عدم الذهاب لصناديق الاقتراع? والتصويت بنعم للمرشح التوافقي.
• لا عذر اليوم لأحد في ظل هذه المرحلة الراهنة التي فرضت على الجميع تحمل المسئولية وان بدت السبل أمامه سوداء ومعتمة وغير ممهدة? إلا بالتصويت بنعم? فذلك تطلع لأن تكون المرحلة المقبلة نافذة نلج من خلالها إلى المستقبل الأجمل. ولهذا فإن أداء هذه المهمة الوطنية هو بمثابة إتمام واجب الوفاء لوطننا الغالي.
• لا عذر اليوم لأن اليد العربية والإقليمية والعالمية ممدودة لمساعدتنا? فلا عذر لنا في عدم مد أيدينا نحو تلك الأيادي الخيرة. لننعم نحن بالاستقرار المنشود والذي لن يتحقق إلا بتعاون الجميع? وعيب علينا أن يكون الغريب أكثر حرصا?ٍ على أمننا? ولا ضير إن التقت مصالحه مع مصلحتنا .
• لا عذر اليوم في أن نرمي الماضي خلف ظهورنا? ونصوت بنعم للتعاون مع الرئيس المنتخب وحكومة الوفاق الوطني لنعمل سويا?ٍ بروح وطنية لا تطغى عليها الحزبية? لكي يشعر المواطن العادي الذي لا انتماء له إلا لتربة وطنه فقط بايجابيات التغيير السلمي السلس والآمن الذي تحقق.
• لا عذر اليوم في أن نواجه معا?ٍ كل من يدعوا لمقاطعة الانتخابات? فلا ينبغي لأحد منا بعد اليوم دفن رأسه في الرمال هروبا?ٍ من أداء الواجب الذي تفرضه عليه وطنيته? فما مر بوطننا طيلة الأشهر الماضية من فوضى عارمة? ولولا حكمة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح الذي كما قال مساعد الرئيس الأمريكي – نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب? جون بيرنان: \”نحن ندرك بأن صالح سيكون داعما?ٍ للمرحلة الانتقالية\”? وكيف لا يكون كذلك وهو من تنازل عن فترته المتبقية? تمهيدا?ٍ للشروع في بناء اليمن الجديد رغم ما أصابه خلال الفترة الماضية .
• لا عذر اليوم لمن ما زالوا ينصتون لأولئك المتشائمين الذين يحبطون عزيمة الأمة? لا لشيء إلا لأن ما تحقق قضى على مآربهم السيئة في الانفراد بمقدرات الوطن? وسيجعلهم متساوون مع كل المواطنين في الحقوق والواجبات? ولتأكدهم بأن الانتخابات الرئاسية المبكرة هي الوسيلة الوحيدة للحفاظ على اليمن من التشتت والتشرذم والانقسام.
• لا عذر اليوم لعامة الناس وهم يرون العلماء – ورثة الأنبياء- أول من سارع لدعم الانتخابات لعلمهم بأنها تحقق الطموحات والتطلعات المشروعة والشرعية للجميع? فهم يدركون أنها بوابة كبيرة للتقاء الكل حول طاولة الحوار? الذي لن يستثني أحدا?ٍ? سواء?ٍ المنادين لحل القضية الجنوبية تحت مظلة الوحدة الوطنية? أو لقضية صعدة? وبينهما كل القضايا التي كانت محرمة حتى على من يريد التحاور فيها .
• لا عذر اليوم لمن صبر طيلة الأشهر الماضية وهو يرى صوت السلاح في كل مكان ويصعب عليه أن يقول كفى? فقد حان اليوم ليقول ألف كفى? عبر قوله لنعم في صناديق الاقتراع? من اجل صياغة دستور يلبي مصلحة من خرجوا منادين بالتغيير? ومن وقفوا ضد الفوضى والتدمير.
• لا عذر اليوم لمن أراد القضاء على المشكلة الاقتصادية? إلا بتوفير البيئة المناسبة? ولن يكون ذلك إلا إذا تكاتفنا جميعا?ٍ ضد المستأثرين بقوت الناس? والمستقوين على الضعفاء بمواقع النفوذ? فظروفنا الراهنة واقتصادنا الذي أنهكه الفساد وقضت على ما تبقى منه الأزمة التي عشناها? يحتاج إلى أن نفكر بالإصلاح كخيار وحيد? وأول مسار للإصلاح يبدأ من صندوق الاقتراع.
• لا عذر اليوم لمن لا يريد سفكا?ٍ للدماء البريئة إلا بتحجيم من يرى نفسه فوق الجميع? وتحجيمه لن يتم إلا إذا جعلنا القانون هو سيد الموقف? ولن يحصل ذلك سوى بوقوفنا صفا?ٍ واحدا?ٍ? وحينها فليس أمام المتمردين إلا الانخراط في المجتمع السلمي? أو تنفيذ القانون عليهم بحذافيره.
• إخوتي في الوطن الحبيب أينما كنتم وتحملون بطاقة انتخابية أو يحق لكم التصويت? لا عذر لكم اليوم بالبقاء في بيوتكم? وانتم ترون الناس قد نهضوا باكرين واحتشدوا أمام المراكز الانتخابية عجائز وشيوخ? نساء ورجال? حتى ذوي الاحتياجات الخاصة لم تعقهم حركتهم الجسدية عن المشاركة? فلا يكونوا هؤلاء أفضل منكم? فشاركوهم من أجل بناء اليمن الجديد.
• إخواني وانتم تضعون ورقة الاقتراع في صناديقها تذكروا واستحضروا الأرواح الطاهرة التي دفعت حياتها ثمنا?ٍ لكي نصل إلى ما وصلنا إلي