بقلم/ عبدالمجيد التركي
أعلنت قنوات وصحف عالمية وعربية عن إصابة الرئيس الأمريكي ترامب بفيروس كورونا، فانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الخبر، رغم أن العالم مريض بهذا الفيروس، وخرج الناشطون بتحليلاتهم حول مرض ترامب، وما إذا كان سيصمد أمام هذا الفيروس.
أسخف ما في الأمر أن هناك أصواتاً خليجية كثيرة في «تويتر» كانت تدعو له بالشفاء، والأسخف منهم أن تجد شخصاً يمنياً يدعو الله أن يمنّ على ترامب بالشفاء العاجل.. نعم العاجل.. مع أن هذا اليمني انقطع مرتبه ونزح من مدينته بسبب هذا الترامب.
العجيب أن الأمريكيين لم يهتموا بإصابة رئيسهم كما اهتم العرب، ولم يدعوا له بالشفاء العاجل، بقدر ما تحول إلى موضع تندُّر ونكتة.. إلى حد أن مواطناً أمريكياً نشر فيديو على صفحته في «تويتر» يقول فيه: أتمنى أن يستطيع كورونا التخلص من فيروس ترامب.
لستُ ممن يشمت أو يتشفّى بأي إنسان.. لكن ترامب ليس إنساناً، ولا يعرف معنى الإنسانية، فلولا وجوده لما كان لكل هذا العدوان أن يحدث، ولولا مباركته ودعمه وبارجاته وصواريخه وطائراته لما حدث كل هذا الخراب في اليمن.
كيف لا أتشفى في ترامب وقد قتلت بارجاته أكثر من 5000 طفل يمني، وآلاف النساء والمدنيين، وأخاف وشرّد وأفقر ملايين اليمنيين؟.
انشغل العالم بمرض ترامب أكثر مما انشغل بشعب بأكمله يرزح تحت عدوان أمريكا و»إسرائيل» وسفهاء بني سعود وعيال نهيان، وكأن هذا الشعب لا يساوي إنفلونزا أصيب بها ترامب.
أعلن ترامب قبل أيام أنه تعافى من إصابته، ربما ليطمئن الخليجيين والإماراتيين بشكل خاص بأنه بخير، وسيظل سنداً لهم بعد أن دفعهم للتطبيع مع «إسرائيل» التي رفرفت أعلامها في سماء الإمارات، ولم يسلم حتى أطفالهم من طبع العلم «الإسرائيلي» على صدور ملابسهم، ورسمه بصورة مصغرة على خدودهم وأيديهم، وزجاج سياراتهم.
ليذهب ترامب وبنو سعود وعيال نهيان إلى الجحيم، وأتمنى أن يذوقوا لباس الجوع والخوف كما أذاقوا 30 مليون مواطن يمني. فالتعاطف مع إنسان مهما كان سيئاً يختلف عن التعاطف مع مسوخ بشرية أشعلت نصف الخارطة العربية بنيران أحقادها وشردت شعوباً بأكملها.