بقلم | زيد البعوه
ألفا يوم من العدوان الأمريكي السعودي على الشعب اليمني مرت محملة بالكثير من الدروس والعبر والمواقف والمستجدات والمتغيرات ، ألفا يوم من الصمود والثبات والثقة والتحدي والصبر والشموخ والعزة والإرادة والمسؤولية في مواجهة الطواغيت والمستكبرين ، ألفا يوم من الجهاد والتضحيات والمواقف القوية والأعمال المشرفة والمعارك البطولية ضد المعتدين ، ألفا يوم من النهوض والتحدي والإبداع والتطوير والصناعة رغم العدوان والحصار ، ألفا يوم من المنظومات العسكرية والانتصارات الكبيرة والعمليات النوعية والطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والمجنحة ، ألفا يوم ونحن بالله أقوى وبقضيتنا المحقة والعادلة أكثر عزيمة وإصراراً على صناعة النصر.
بمناسبة مرور ألفي يوم من العدوان الأمريكي السعودي على الشعب اليمني ينبغي على كل إنسان يمني أن يقف مع نفسه ويراجع الأحداث منذ مارس عام 2015 إلى اليوم ويستخلص الدروس والعبر مما حصل ويصل إلى نتيجة يعرف من خلالها في أي اتجاه يمضي وما هو موقفه مما حصل وما هي اهداف المعتدين ؟ لأن الأحداث والمستجدات والمتغيرات التي حصلت خلال أكثر من خمس سنوات من الصراع في مواجهة العدوان بما فيها من معارك وجرائم وحصار اقتصادي وغيرها من المتغيرات كفيلة بأن تصنع لدى الجميع قناعة تامة بأحقية ما نحن عليه كشعب صامد في مواجهة العدوان وتثبت للجميع أن من التحقوا بركب العدوان كمرتزقة خسروا أنفسهم ووطنهم وقيمهم ومبادئهم ويلهثون وراء المستعمرين بدون أي فائدة.
الأمور اليوم صارت واضحة وجلية والحقائق تكشفت، أولئك المرتزقة الذين يقفون في صف العدوان ضد الشعب اليمني التحقوا بكل وضوح وبشكلٍ معلن بركب الصهيونية بدمائهم ونفوسهم وأرواحهم في سبيل أمريكا وإسرائيل ومواقفهم وأعمالهم خدمة لليهود والنصارى، هذه حقائق لا غبار عليها ، تلك العناوين التي كانوا يتحركون تحت مظلتها مثل الشرعية ومحاربة الانقلاب واستعادة الدولة تلاشت واضمحلت ولم يبق منها سوى الضجيج الإعلامي لأنها من الأساس مجرد أكاذيب وتلفيقات وها هم اليوم يقفون في خندق واحد مع إسرائيل من خلال الإمارات والسعودية وها هي اليوم جيرة سقطرى تفرز الجميع وتضعفهم في غربال لكي يعرف كل يمني أن موقعه وفي أي تجاه تصب مواقفه.
لقد استطاعت الأحداث التي حصلت خلال هذه السنوات من الصراع مع دول تحالف العدوان أن تثبت للجميع أن الموقف الصحيح هو الموقف الذي يتحرك على أساسه الكثير من أبناء الشعب اليمني في مواجهة العدوان وأن مواقف وتضحيات أبطال الجيش واللجان الشعبية هي التي حفظت لليمن حريته واستقلاله وعزة وكرامة أهله وأن القيم والمبادئ الصحيحة لا يمكن أن تقبل بالاستعمار والاحتلال والوصاية الخارجية مهما كانت التحديات ومهما كان حجم التضحيات بل إن هناك ما يدعو للفخر والاعتزاز حين استطاع هذا الشعب بفضل الله أن يوجه للمعتدين الكثير من الضربات والصفعات الموجعة حتى وصل بهم إلى حالة الهلع والخوف وتحدثوا بذلك اكثر من مرة.
نحن كشعب يمني صامد في مواجهة العدوان نحن في الاتجاه الصحيح في الاتجاه المشرِّف نقف فيه رافعي الرؤوس بكل اعتزاز وبكل فخر، أما الآخرون فهم في مقام خزي وعار وانحطاط وخسة ودناءة وفي حالة فظيعة وسيئة جداً ولا مقارنة بين العزة والكرامة والحرية والاستقلال وبين العبودية والذل والهيمنة والاستعمار.. صحيح أن هناك تضحيات جسيمة ومعاناة ولكنها في سبيل الله وفي سبيل الحرية والكرامة أفضل مليار مرة من التضحية في سبيل الباطل والطاغوت والاستعمار كما هو الحال بالنسبة لمرتزقة العدوان الذين يضحون بأنفسهم في سبيل أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات بدون مقابل بل يخسرون الدنيا والآخرة.
نحن اليوم كشعب يمني صامد بعد هذه المرحلة الطويلة والمستمرة من الصراع في مواجهة أرباب الباطل والفساد وشياطين الإجرام وفراعنة الطغيان وقادة الاستكبار في هذا العالم بقيادة أمريكا وإسرائيل وأدواتهم من الأعراب العملاء المطبعين نحن نقف الموقف الذي تفرضه علينا مسؤوليتنا وقيمنا ومبادئنا وثقافتنا وإنسانيتنا نحن في الطريق الذي يحبه الله ورسوله ويدعو إليه القرآن الكريم، نحن في مواجهة المعتدين ومرتزقتهم نخوض غمار معركة الحرية والعزة والكرامة والاستقلال وعلى الرغم من حجم الهجمة وقساوة الظروف إلا أننا رأينا رعاية الله وتأييده لنا ولمسنا ذلك في واقع حياتنا منذ بداية العدوان إلى اليوم، وهذا ما يدعو إلى الشعور بالاطمئنان ويدفعنا إلى مواصلة المشوار حتى النصر.