3 فبراير
أتذكر هذا اليوم جيدا?ٍ? الملصقات التي خرج بها شباب مستقلون? واشتراكيون? وقوميون? عدد لايتجاوز أصابع يد إلياس الصغيرة? كان هؤلاء هم نواة حركة شباب نحو التغيير? كانت أحلامهم في ذلك الزمن كبيرة..
أذكرها الآن وابتسم مطمئنة أيضا?ٍ لنل أحلامنا.. هي .. هي الأحلام مع فارق بسيط بالخسارة? والخسارة لا تقاس كما قالت لي أمي ذات اليوم خرج هؤلاء الشباب وقد صارت لهم هيئة ما? وعندما رفعوا في مهرجان “الهبة الشعبية” شعار الشعب يريد إسقاط النظام? قام رئيس حزب الإصلاح عبد الحافظ الفقيه بطردنا? ولدي تسجيل بذلك? كان يصرخ الشعب يريد إصلاح النظام? وهذا ايضا?ٍ ما رويته للكاتب الأمريكي لكتابة تاريخ ثورة الحادي عشر من فبراير? بعد ان طردنا من صافر? ساحة الحرية لاحقا? اتجهنا بمسيرة تجوب كل شوارع تعز وانطلقنا إلى المحافظة وهناك اعتصمنا.
بالطبع كانت هناك خروجات في كل أنحاء اليمن? بالطبع خرجنا في نهاية يناير وفي 3 فبراير وفي 8 فبراير? لكن كل تلك الخروجات تظل تمهيدا?ٍ ليوم قيامة النظام ? لانطلاقة ثورة الحياة? ثورة العدالة والقيم? ثورة اللا خوف? ثورة اللا ارهاب? ثورة اللا زيف? ثورة 11 فبراير? جميعنا يجب أن يدرك أن 11 فبراير هو اليوم المفصلي والتاريخي الذي يجب أن ننحاز له جميعنا كمثقفين وأدباء وسياسيين وشعب? جميعنا من البحر إلى البحر? من تعز إلى صنعاء إلى عدن? إلى جميع المحافظات.
يجب أن نكرس كل جهودنا من أجل هذا اليوم الذي يريد البعض سرقته وكتابة تاريخ زائف? بالطبع سيقولون أنهم من فجر الثورة? ومن قادها? لكن المحك هو كتابة تاريخ حقيقي لهذه الثورة? ثورة السطاء.. ثورة شعب خرج لإسقاط النظام? كل النظام? النظام المتحالف منذ أكثر من ثلاثة وثلاثين عاما تحالف(القبيلة والدين والعسكر)? تحالف الرجعية التاريخية والنفعية الإسلامية التي تطل الآن من جديد بثوب آخر? وبحلة جديدة يريد إعادة عقارب الثورة إلى الوراء.. لكن شعب 11 فبراير ليس كشعب 26 سبتمبر و14 أكتوبر ..
لقد تخلق شعب جديد من رحم كل المعاناة وهذا الشعب سينتصر لأنه يعرف طريق الحياة .. طريق الضوء ..