هل ستكون حكومة الوفاق مطية للبيوت التجارية?
ما حصل في بداية تولي دولة الأستاذ محمد سالم باسندوة للحكم من إعادة الخدمة لشركة الإتصالات (سباء فون) و رفع الحظر على المكالمات مع التلفونات الثابت شكل بادرة خطيرة تشاءم منها الكثير من المراقبين ذلك أن العقوبات التي قررتها الاتصالات على هذه الشركة لم تكن لأسباب سياسية بل لأسباب قانونية ذلك ان الشركة متهمة بالتهرب الضريبي الذي يعتبر جريمة جسيمة بحكم القانون وهذا الأمر الذي يدركه حميد الأحمر وشركاه هو الذي منعهم من إقامة دعوى قضائية ضد قرار الحكومة بإيقاف الاتصالات من الثابت إلى خطوط هذه الشركة ولو لم يكن هذا الإجراء قانوني لقامت الأرض ولم تقعد وهو إجراء بسيط وكان من حق الحوكة أن توقف عمل هذه الشركة تماما لأنها لم تفي بالتزاماتها المحددة في عقد السماح للشركة بالعمل في اليمن خاصة وأن المبالغ التي على الشركة قد أصبحت بالمليارات وهي مبالغ الشعب بأمس الحاجه لها.
إن قيام حكومة باسندوة بتجاوز كل القوانين في سبيل مراضاة حميد الأحمر وشركائه يعتبر مؤشر إلى أن هناك خطر حقيقي وأن هناك مجاملات قد بدأت ولا يعلم سوى الله أين سوف تنتهي فإذا كانت هذه الشركة قد تم التغاضي عن مخالفاتها الصريحة والواضحة للعيان فكيف سيكون الحال في قادم الأيام مع الشركات الشقيقة لها والتي تتبع نفس المجموعة أو حتى مجموعات أخرى كيف سيكون التعامل معها وهل سيتم التغاضي عن فسادها وعن نهبها للوطن دون أن يكون هناك رقيب أو حسيب.
لقد قال أحدهم بأن ما حصل من تجاوز لكل القوانين في موضوع التهرب الضريبي لشركة سباء فون ليس سوى راس جبل الثلج وما خفي كان أعظم فإذا كانت الحكومة قد تعاملت بهذا الأسلوب الوقح في موضوع أصبح له رأي عام حوله وقد فاحت رائحته القذرة ولم تعبئ الحومة أو تخاف من ردة فعل المواطنين الذين يتابعون هذا الأمر فكيف ستتعامل مع المواضيع ذات الصلة والمتعلقة بالفساد المستشري في الشركات الأخرى التي لا تدفع الضرائب للدولة وإن دفعت فهي تدفع الفتات الذي لا يسمن ولا يغني من جوع وقد قال أحد الخراء الاقتصاديين أنه لو قامت المجموعات التجارية بدفع ما عليها من ضرائب للدولة لما كان لديها عجز في الميزانية وكنا نعتقد أن الحكومة الوليدة تعي هذا الأمر وأنها لن تتهاون فيه ولكن يبدوا أننا كنا متفائلين أكثر من اللازم وأن هذه الحكومة لديها استعداد فطري للتساهل مع نهابي اموال الوطن بكل يرودة أعصاب وقد قال الأول (الخطبة الخطبة والجمعة الجمعة وعق والديه عق والديه ولا حول ولا قوة إلى بالله العلي العظيم.