بقلم/ وفاء الكبسي
بعد حادثة الغدير المشهورة والمتواترة في كتب الحديث ظهرت فرقتان الأولى:
-فرقة من السنة والجماعة لم تنكر الحديث ولكنها إدعت أنّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لم ينصّب عليا -عليه السلام- للخلافة يوم غدير خم ، ولم ينصّ على خليفة من بعده،بل هو حث على محبة الإمام علي ومودته لا أكثر!
أما الفرقة الثانية:
-فرقة الشيعة من ذكروا أنّ ماذكره الرسول الأكرم-صلى الله عليه وآله وسلم- يوم غدير خم هو تنصيب لعلي بالإمارة والخلافة من بعده.
وهنا أسأل : أي من الفريقين يمثّل الجانب الحقّ وأيهما يمثل الجانب البدعي الذي حرف النصوص عن مسارها الشرعي ؟!!
في البدء علينا أن نعرف أوّلا أنّ قول النبي الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- أمام الآلاف من الصحابة يوم غدير خم : “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”، هو من المتواتر اللفظي، نصّ على ذلك جمع كبير من علماء أهل السنة ، فقد دلت هذه العبارة على أن كل من تولى النبي الأكرم عليه أن يتولى الإمام علي كولي لأمر الأمة وخليفة من بعد رسول الله.
فحديث الغدير من الأحاديث التاريخية الهامة والمصيرية التي أدلى بها رسول الله-صلَّى الله عليه وآله وسلم- في السنة الأخيرة من حياته المباركة، و هي من الأحاديث التي تثبت إمامة الإمام علي أميراً للمؤمنين، وتوجب ولايته على جميع المؤمنين بعد ولاية الله تعالى وولاية رسوله المصطفى بكل صراحة ووضوح.
فالحمد لله الذي جعل أهل اليمن من شيعة الإمام علي وأتباعه والمؤمنين بإمامته المباشرة بعد رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- وولايته ، ولم يجعلنا من أهل الإحداث والتحريف في الدين ، من الذين استحبوا العمى على الهدى وحرّفوا النصوص الصحيحة الصريحة الواردة عن الله ورسوله.