قانون الحصانة ويوم راحة السبت
قراران خرجت بهما حكومة الوفاق الوطني كان لهما صدى كبير وأثار حفيظة واستنكار الكثير من الناس في اليمن.
القرار الأول أعطى علي صالح حصانة من الملاحقة القضائية هو ومن عملوا معه في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية بمن فيهم أبناءه وأبناء أخيه وأركان نظامه السابق وبالذات من يحملون أسراره!
والقرار الثاني نص على تغيير يوم الراحة الأسبوعية من الخميس إلى السبت وذلك من أجل أن يتسنى للحكومة العمل في أطار عالمي وبالذات ضمن المعاملات الخارجية والدبلوماسية مع الدول والجهات الدولية.
المثير للدهشة أن هناك من أشتعل شعر رأسه شيبا?ٍ وأنتقد وهاجم قرار تغيير يوم الراحة من الخميس إلى السبت أكثر من نقده ومهاجمته لقرار مشروع قانون تحصين صالح من الملاحقة القضائية بتهم قتل المتظاهرين السلميين وبالذات في 18 مارس يوم جمعة الكرامة وما لحقها من قتل واعتداءات أخرى. وبغض النظر عن صحة وشرعية هذا القانون? إلا أن منطق هؤلاء يتمثل في أن قانون الحصانة جاء ضمن شروط المبادرة الخليجية ولا يمكن رفضه? بينما يوم السبت هو عطلة من هم على الديانة اليهودية ولا يجوز إتباعهم.
الجدير ذكره أن هؤلاء أوجدوا أيضا?ٍ مبرر فقهي (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) ومبرر أخلاقي (أنهم خافوا على اليمن من التقسيم والحرب الأهلية) لقبولهم قانون يمنح الحصانة للقتلة? قانون يعترف بجريمة القاتل ومع ذلك يعطيه قانون يحميه ويقول له اذهب فأنت محصن!!! لكنهم لم يقبلوا بتغيير يوم الراحة الأسبوعي من الخميس الذي لم ينزل الله به من سلطان وخاضوا في سفاسف الأمور..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لهدم الكعبة حجرا?ٍ حجرا?ٍ أهون عند الله من سفك دم مسلم”? وعليه فقد تنازل الله عز وجل?َ عن عظمة ومكانة بيته الحرام من أجل دماء المسلمين أن لا تسفك! ونحن نعطي حصانة للقاتل من أجل حمايته وحماية أعوانه القتلة!
وكأن يوم الخميس “المبارك” أهم من تلك الدماء البريئة! ولا أدري من أين جاءت حرمة وبركة يوم الخميس الآن! هل لأن هناك دولا?ٍ سبقتنا في اختيار يوم الخميس يوم عطلة إلى جانب يوم الجمعة وأعطته مباركتها!
أقول لناقصي العقول يا من اعترضتم على تغيير يوم الراحة إلى يوم السبت? أقول لهم أنه ليس للخميس حرمة ولم تتنزل بحرمته آية ولا حديث لمباركته وأن جميع الأيام هي أيام الله.
يقول الله عز?َ وجل في الحديث القدسي: “أنا الدهر? بيدي الأمر? أقلب الليل والنهار” ومن ضمن أيام الدهر يوم السبت الذي صادف أن يكون يوم عطلة لأتباع الديانة اليهودية وكذلك يوم الأحد الذي هو عطلة أتباع الديانة المسيحية وليس هناك مانع شرعي من اختيار أي يوم للراحة الأسبوعية? طالما ويوم الجمعة مازال هو يوم العطلة الرسمية ومازالت مكانته محفوظة بالنسبة للمسلمين.
واليوم وبعد حوالي شهر من الجدال? تم تمرير قانون تحصين صالح من قبل الحكومة ومجلس النواب إلا أن الحكومة تراجعت عن قرارها بتغيير يوم الراحة من الخميس إلى السبت وتأجيل العمل به إلى إشعار آخر!!! متعذرة: “بإعادة ترتيب وتهيئة الأوضاع الإدارية التي تكفل تحقيق ونجاح الأهداف المرجوة من ذلك القرار”!!! بحسب ما ورد عن الحكومة? وكما أتى القرار فجأة انتهى فجأة!!! وهنا سؤال: هل ستسي?َر حكومة الوفاق قراراتها بهذه الطريقة تقرر فجأة وتلغي فجأة بعد أن ترى كيف ستكون ردة فعل جمهورها من معارضين ومؤيدين???