سقطرى .. بداية المحاصصة ومخاوف اصلاحيه من التالي
شهارة نت – تقرير
جاء اسقاط ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً لمحافظة أرخبيل سقطرى بالقوة، مساء الجمعة الفائتة، وإعلانه إدارته الذاتية لها، بمثابة تعزيز لقناعات مسبقة بين أوساط النخب اليمنية ، أن السعودية والإمارات شنتا حربهما على اليمن منذ أكثر من خمسة أعوام لتحقيق مصلحهما الشخصية التي تكمن في تقسيم اليمن واحتلالها بالمحاصصة ونشر للفوضى.
منذ سنوات مضت والسعودية تضع نصب عينيها محافظة المهرة واجزاء من محافظة حضرموت ضمن اختصاصاها فيما كانت الامارات تمارس نفس الدور في عدن ومحافظة سقطرى بينما ظلت بعض المناطق المحتلة كمراكز تتصارع فيها قوى المرتزقة، ويلتزم كل طرف من اطراف تحالف العدوان الامريكي السعودي بما يخصه، فالإمارات انسحبت من المهرة وتركت الفرصة للسعودية بينما الاخيرة كانت ولا زالت تغض الطرف عما يجري في سقطرى، وهذا ما جاء على لسان محافظ الفار هادي المعين لمحافظة سقطرى، رمزي محروس الذي أكد أن السلطة بالجزيرة والأهالي تعرضوا للخذلان ممن كانوا ينتظروا منهم الدعم والمؤازرة في إشارة إلى القوات السعودية.
وكان رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام أكد في وقت سابق من هذا الشهر وتحديدا قبل اسقاط سقطرى بيد الانتقالي، أن تحرك السعودية والإمارات عسكريا في محافظتي سقطرى والمهرة اليمنيتين يكشف طبيعة العدوان على اليمن بأنه عدوان احتلال وتوسع، لافتا الى أن قوى الغزو تتسلل إلى تلك المناطق النائية عن الصراع تحت لافتة إعادة الإعمار.
وشرعت قيادات تابعة لحكومة المرتزقة في الاعلان صراحة أن السعودية غدرت بهم في اشارة منه الى الاصلاح وحكومة هادي، سيما بعد أن ظلت السعودية طيلة السنوات الماضية من عمر العدوان وهي تعلن بأن تدخلها في اليمن جاء لإنقاذ هادي وشرعيته المزعومة، بينما تظهر تطورات اليمن، وخاصة في سقطرى، أن قوات الانتقالي الجنوبي هي المسيطرة على الوضع هناك وتشير الدلائل إلى أن السعودية والإمارات توصلتا إلى اتفاق بخصوص اليمن حول الجزيرة خاصة بعد زيارة “عيدروس الزبيدي” الاخيرة إلى الرياض والتي حصل فيها على الضوء الاخضر من السعودية لإسقاط سقطرى وقريبا سينتقل الاتفاق ليشمل محافظة حضرموت.
وقد أكد محافظ سقطرى هاشم سعد السقطري، أن ما يجري في أرخبيل سقطرى ليس وليد اللحظة بل هو مخطط له ويجري في إطار تبادل الأدوار بين السعودية والإمارات.
وقال في تصريح للمسيرة إن من ارتهنوا من أبناء سقطرى لقوى الاحتلال عليهم أن يعتبروا بما يجري في المحافظات الجنوبية
مؤكدا أن الرهان اليوم بات معقودًا على وعي أبناء الجزيرة في مقاومة الاحتلال وإدراك أن ما يتعرض له الأرخبيل والبلد هو استهداف دولي.
ويتماشى حديث المحافظ مع ما جاء من تعليقات من قبل الناشطة الاخوانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان حيث قالت من جانبها بأن ما حصل في سقطرى سبق وان حذرت منه في مناسبات عديدة، ومنذ نحو ثلاثة أعوام حيث حذرت من خطورة الدور السعودي الإماراتي المشبوهة في اليمن حسب زعمها، واصفة هادي بالـ “الخائن”.
وقالت كرمان: “قلت عنه قبل ثلاثة أعوم : مجرد أداة في يد المحتل السعودي الاماراتي للشرعنة لاحتلالهم للبلاد والوصاية عليها وتقسيمها إلى أوصال ، أقل ما يقال عنه خائن لمصلحة الوطن العليا”.. مضيفة “لم يعد لدي شيء جديد لأقوله عنه”.
أما حكومة المرتزقة فأضحت في مأزق حقيقي ولم تتجاوز ردة فعلها عن تكرار بياناتها المنددة والمستنكرة لما حصل، ولم تخفي تلك الحكومة المقيمة في عواصم بعض الدول من الخطوة التالية للإنتقالي وتوسعة على حساب حزب الاصلاح وجماعة هادي، خصوصاً بعد تخلي السعودية الواضح عن مسلحي الاصلاح في سقطرى وتركهم يواجهون مصيرهم مع قوات الانتقالي في المعارك التي حدثت مؤخراً، على عكس الامارات التي واصلت دعمها لقوات الانتقالي ومدهم بالمال والسلاح .