وسط نداءات الصحة والمجتمع المدني .. احتجاز سفن المشتقات يضاعف المعاناة الإنسانية في اليمن
شهارة نت – تقرير
لم تثني جائحة كورونا التي تهدد حياة الملايين من اليمنيين، دول العدوان الامريكي السعودي الاماراتي من المضي في تشديد الحصار الجائر على اليمن وضرب العملة الوطنية، فضلاً عن قصف المدنيين ومنع الدواء والغذاء والنفط من الوصول اليهم.
وقد شرعت دول العدوان في هذا الاتجاه عقب دعوتها لما اسمته بمؤتمر المانحين لمساعدة اليمن، المنعقد في الرياض، والذي يتضح بأنها كان مقدمه للنيل من الشعب اليمني، مستغلة مؤتمرها المزعوم لصرف أنظار العالم عما تنوي القيام به في اليمن من قتل وتجويع وتشديد للحصار، الامر الذي انعكس تأثيره على واقع القطاع الصحي، سيما في ظل جائحة كورونا.
وكانت شركة النفط اليمنية، اعلنت الأحد الفائت، أن تحالف العدوان يواصل احتجازه لعدد 21 سفينة نفطية وغاز منزلي ، محذرة من تداعيات ذلك على الأوضاع الصحية والاقتصادية والمعيشية للمواطنين.
وأكدت الشركة أن تلك السفن مصرح لها بالدخول إلى ميناء الحديدة من قبل الأمم المتحدة، بوثائق رسمية أولها السفينة “ماتدانيست ” محملة بمادة ديزل مدة احتجازها 81 يوم ، وآخرها السفينة ” متكلا يوديا جيسي” محملة بالغاز المنزلي وهي محتجزة منذ ما يزيد عن اسبوع، مطالبة للأمم المتحدة بتحمل المسؤولية الكاملة إزاء القرصنة البحرية على المشتقات النفطية.
واعتبرت شركة النفط تعنت العدوان واستمراره في احتجاز سفن المشتقات النفطية يمثل تحدي واضح وصريح لكل المواثيق والاعراف الدولية ومجلس الأمن والمجتمع الدولي وحقوق الانسان.
وحذرت الشركة من ان استمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية ينذر بكارثة حقيقية تهدد الشعب اليمني خاصة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي يشهدها العالم جراء جائحة كورونا .
66 مليون دولار الخسائر الناتجة عن احتجاز سفن النفط
وبجانب المعاناة التي يخلفها احتجاز التحالف للسفن القادمة إلى ميناء الحديدة، تتفاقم الخسائر المادية، عن تأخير هذه السفن، حيث صرح وزير النفط والمعادن أحمد عبدالله دارس، في المؤتمر الصحفي الذي عقدته شركة النفط، الخميس، بأن غرامات تأخير سفن المشتقات النفطية تجاوزت 66 مليونا و185 ألف دولار.
الوزير دارس حمَّل دول التحالف والأمم المتحدة والجهات الدولية المعنية مسئولية احتجاز سفن المشتقات النفطية وتسببها في إحداث أزمة في المشتقات النفطية والدواء والغذاء، وتداعياتها على الأوضاع الاقتصادية والصحية والزراعية وغيرها وزيادة معاناة المواطنين.
وذكر أنه تم التخاطب رسميًّا مع الأمم المتحدة ومكتب القائم بأعمال الأمين العام والمنظمات الصحية ومنظمة أطباء بلا حدود للضغط على تحالف دول العدوان للسماح بدخول سفن المشتقات النفطية.
القطاع الصحي الاكثر تضرراً
من جانبه أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل،، أن تحالف العدوان بمنعه دخول المشتقات النفطية يدفع وباء الكورونا إلى التفشي.
وأوضح أن توقيت منع دخول المشتقات النفطية من قبل تحالف العدوان هو توقيت خبيث وحساس في ظل قيام وزارته بمواجه الوباء والحدّ من انتشاره.
وأكد أن المستشفيات اليمنية مهددة بالتوقف وغرف العمليات والعناية على وشك التوقف نتيجة منع العدوان دخول المشتقات النفطية.
وقال الدكتور المتوكل: إنه بعد أسبوع واحد من مؤتمر المانحين المشبوه في الرياض ومنح الأمم المتحدة تحالف العدوان صك غفران، يجري قطع المشتقات النفطية عن اليمن بما يعنيه ذلك من موت آلاف المدنيين.
وخاطب وزير الصحة الأمين العام للأمم المتحدة قائلا: إذا فرضنا بصحة كلامك عن كون اليمن يسجل أعلى معدل وفيات بكورونا، فلماذا تصمت على جريمة العدوان بقطع النفط عن القطاع الصحي والخدمات الحيوية لملايين اليمنيين.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة لم تتوقف عن التهويل على اليمنيين بذريعة كورونا، لكنها تلزم الصمت أمام جريمة قطع المشتقات النفطية.
وأضاف الدكتور المتوكل نجحنا في الحد من تفشي وباء كورونا، مؤكدا أن قطع المشتقات النفطية خطوة خبيثة ومقصودة لإفشال ما حققه اليمن من نجاحات.
أما وزير الصناعة والتجارة عبد الوهاب يحيى الدرة فأكد أن احتجاز سفن النفط والغذاء من قبل تحالف العدوان انتهاك صارخ للأعراف والمواثيق والقانون الإنساني الدولي وينذر بكارثة إنسانية.
وقال إن ما يقوم به تحالف العدوان من احتجاز لسفن المشتقات النفطية والمواد الغذائية جريمة كبرى في حق الشعب اليمني وانتهاك صارخ للأعراف والمواثيق والقانون الانساني الدولي ومن شأنه أن يتسبب في أوضاع كارثية في كافة مناحي الحياة ويتسبب في توقف المنشآت الصناعية والتجارية “.
ولفت إلى أن استمرار العدوان والحصار البري والجوي والبحري على اليمن واحتجاز سفن المشتقات النفطية سيؤدي إلى توقف جميع القطاعات الحيوية المرتبطة بحياة المواطنين اليومية كالصحية والمياه والصرف الصحي والكهرباء والصناعات الغذائية والدوائية بالإضافة إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين وزيادة انتشار الأمراض والأوبئة خاصة مع انتشار جائحة كورونا ..
وكان المجلس السياسي الأعلى قد ادان في وقت سابق منع العدوان وصول المشتقات النفطية، وحمل الأمم المتحدة مسئولية الصمت تجاه هذه الجريمة، بالإضافة إلى مطالبتها وقف صرف نصف راتب لموظفي الدولة التي تم صرفها في بداية رمضان وقبل عيد الفطر المبارك، وتلويحها بإعاقة وصول المشتقات النفطية، حيث عبر الاجتماع عن رفض المجلس والشعب اليمني لهذا السلوك.
المجتمع المدني يدين
منظمات المجتمع المدني في اليمن بدورها استنكرت اقدام دول تحالف العدوان بقيادة أمريكا والسعودية على احتجاز ومنع السفن والبواخر المحملة بمشتقات النفط من دخولها لميناء الحديدة .
واعتبرت منظمات المجتمع المدني بالجمهورية اليمنية في بيان لها تلقى موقع انصار الله نسخة منه ” أن ما تعرضت له اليمن وشعبها من انتهاكات جسيمة وجرائم من الجرائم الاشد خطراً والتي ارتكبتها دول العدوان الامريكي السعودي في حق الشعب اليمني ومقدراته وممتلكاته خلال اكثر من خمس سنوات مضت ،ترقى إلى اعمال اجرامية وارهابية وتعد جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
ولفت البيان الذي اصدرته 135 منظمة مدنية الى ان دول التحالف استمرئت في جرمها الذي طال الحجر والبشر والشجر، مستخدمة في ذلك مختلف انواع الاسلحة الفتاكة منها والمحرمة سواء من خلال البر أو البحر أو الجو … مشيرا الى ان دول العدو لم تكتف عند ذاك الحد بل قامت بفرض حصاراً شاملاً .. بالاضافة لاتخاذها إجراءات تعسفية منعت من خلالها إدخال كافة المواد الغذائية والدوائية ومشتقات النفط إلى ميناء الحديدة مما زاد من معاناة ملايين اليمنيين وصفتها الامم المتحدة بالكارثة الإنسانية.
واوضح البيان ان الاعمال الاجرامية والإرهابية التي تمارسها دول تحالف العدوان على بلادنا أدت إلى اتساع دائرة المعاناة الإنسانية بشكل كبير من خلال حرمان اليمنيين من وصول المواد التي لا يمكن الاستغناء عنها لبقاء حياتهم على قيد الحياة كالغذاء والدواء والاستفادة من مشتقات النفط والغاز في استمرار المستشفيات والمراكز الصحية لإداء عملها في مراعاة مئات المرضى المحتجين لأبسط الرعاية الممكنة لإنقاذ حياتهم خاصة وأن هناك كثير من اليمنين مصابين بأمراض مزمنة وخطيرة.
وقال البيان: ومع ظهور وباء الكورونا وعدم وجود الاجهزة الصحية المناسبة لحماية اليمنيين من هذا الوباء، و الاحتياج المتكرر لمختلف المستشفيات والمراكز الصحية لمشتقات النفط المختلفة لأستمرارها في تقديم خدمات الرعاية الصحية، إلا أن دول تحالف العدوان وبقيودها التعسفية وحصارها الجائر على المنافذ والمواني البرية والبحرية والجوية تعمدت في حصار سفن وبواخر محملة بالمشتقات النفطية وعدم السماح لها بالدخول إلى ميناء الحديدة لتفريغ حمولتها رغم أن تلك السفن قد حصلت على تصريحات الامم المتحدة بعد تفتيشها في ميناء جيبوتي .
وأبدت منظمات المجتمع المدني استغرابها من الموقف الهزيل الذي تتبعه الامم المتحدة ومنظمات وهيئاتها الإنسانية في بلادنا ، إلى جانب ذلك الموقف غير اللأخلاقي الذي اتبعه مبعوث الامين العام للأمم المتحدة لليمن – مارتن غريفيت – في كل بياناته وتصريحاته المختلفة فيما يتعلق بحجز ومنع السفن من الوصول إلى ميناء الحديدة خاصة السفن التي حصلت على تصريحات الاذن بالدخول لميناء الحديدة من قبل الامم المتحدة .