الإعلام ,,, وسيلة التدمير الأعظم في التاريخ ??
– الإعلام ,,, أو السلطة الرابعة والتي تحولت حديثا من الرابعة إلى السلطة الملكية فهي التي بدأت تحدد معالم وخطط بقية السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) والتي تشمل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ,,, فمنذ منتصف القرن الماضي وتحديدا قبيل الحرب العالمية الثانية بدأت تنحو هذه السلطة منحى التحكم والسيطرة على العالم وفقا لما يريد منها أصحابها في تلك الدول كونها الوسيلة الأسهل والأقوى التي يمكن أن تصل إلى أي مكان في العالم دون قيود أو رقابة أو تنقية أو تنقيح ومنها يمكن وبكل سهولة تمرير ما يراد أن يتم تمريره ,,, ومن هنا بدأت الحكاية ,,, حكاية وسيلة الخراب والتدمير الأعظم في تاريخ البشرية.
– نعلم جميعا أن القنابل والطائرات والصواريخ النووية وغيرها هي وسئل قتل وتدمير وخراب ولكن كل هذا لا يقوم بدوره ما لم يقوم الإعلام (الميديا) يدوره الأهم في تذليل الصعوبات في طريق هذه الأسلحة وإعطاءه الصبغة الشرعية والرسمية بل المرغوبة ومن خلال الإعلام يتم استخدام هذه الأسلحة والشعوب التي تصاب بها تجد أبنائها يصفقون لمن يقوم بهذه الأعمال عوضا عن سعي بعض رموزها في التنقل بين الدول مستندا على الإعلام كي يأتوا لغزوة واستخدام هذه الأسلحة ,,, فأيهما أشد فتكا وقتلا !!!
– خلال الحرب العالمية الثانية روج الإعلام وسطر التاريخ أن أسبابها احتلال هتلر لبولندا 1939م ومنها نشبت تلك الحرب الضروس في وقت أن الأسباب الخفية بعيدة كل البعد عن هذه الأحداث ,,, وال?دف من?ا أن تخرج الشیوعیة محققة مكاسب دولیة فتكون ?ي قطب الصراع ضد الرأسمالیة وتحرك الماسونیة الاثنتین من أجل إحكام سیطرت?ا في الطریق إلى الحكومة العالمية ,,, وأما ال?دف الفرعي الثاني فكان إنشاء دولة لی?ود العالم و?و ما كان ,,, وكان للإعلام دور كبير في حشد شعوب تلك الدول التي خاضت الحروب (الحلفاء والمحور) بعد أن انطلت عليهم هذه الأفكار.
– أما في الخليج العربي والتي خاضت حروب منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا (العرب وإيران) ثم (العرب والعرب) فقد كان للإعلام دور كبير في تحليل هذه الأحداث وفقا لرؤية حكام العالم الجدد والذين يسعون لإقامة نظام عالمي جديد فبعد أن حصدت الحرب الأولى بين (العراق وإيران) أكثر من عشرة مليون إنسان عوضا عن الأضرار التي لحقت بالحجر والبشر فصفق العالم بعد سنين من الحرب للرئيس السابق صدام حسين بأنه أنتصر لم يلتفت الإعلام لما قدمته العراق وإيران والدول المحيطة ثمنا لهذا الانتصار المزيف والمضحك كون الهدف ليس مفهوم (منتصر ومنهزم) وإنما الهدف الأسمى لهم القادم وهي إشعال فتيل الحرب الخليج الثانية والتي بدأت باحتلال (صدام) للكويت والتي مهدت لاحتلال غربي واسع وشامل للشرق الأوسط وذلك بعد أن صور الإعلام الوجه الدكتاتوري للرئيس العراقي وبضرورة اجتثاثه من المنطقة متناسيه تماما مصير أكثر من (22مليون إنسان عراقي) وحاصرتهم في أطول حصار سياسي في التاريخ وكان كل توجهات الإعلام لأكثر من 13 عام (مابين 1990-2003م) أسلحة الدمار الشامل وفريق التفتيش الدولي وأما مصير الشعب العراقي وما آلت إليه أوضاعهم الإنسانية من جميع الجوانب من انتشار الأوبئة والبطالة والفقر المدقع والموت البطيء لهم جميعا وأكثر من نصف مليون طفل مات خلال فترة الحصار بحجج واهية ساهمت وسائل الإعلام في تحليل وتمرير وشرعنه هذه الأحداث وبشكل لا متناهي بل ومفرط حتى جاءت الضربة القاضية النهائية للعراق وبعدها يأتي المتحدث باسم العالم أجمع (بوش الابن ) قائلا وبكل سهولة ودم بارد (لقد أخطأنا في التقدير) ,,, ثم ساهمت بعد ذلك هذه الوسائل في إخماد موضوع العراق وإغلاق ملفه إغلاقا نهائيا وكأن 13 عاما من حياة البشرية وملايين البشر ما بين قتيل ومريض ومعاق أمر لا يهم أحدا.
– أحداث سبتمبر2011م وإحراق أفغانستان وإطلاق الحملة الإرهابية الأمريكية الشاملة كانت من أهم محطات التزوير الإعلامي فقد ساهم الإعلام في تصوير أن أحداث سبتمبر والتي نعلم جميعا (ولكن بخوف ورهبة وذل) بأن مخططوها ومنفذوها لا يتجاوزون محيط (البيت الأبيض الأمريكي) وجعل منها الإعلام أن الإرهاب العالمي خطير وشديد وقوي ومتفشي حتى أنه وصل إلى قلب الولايات المتحدة الأمريكية والبنتاجون حتى مما أعطى شرعنه لا محدودة للإرهابيين الحقيقيين في هذه الدولة من اجتياح واحتلال العالم وقتل خلال هذه الأعمال أضعاف مضاعفة مما قتل في تفجير البرجين في نيويورك وصور الأعلام بأن (أسامة بن لادن) منفذ هذه الجرائم وبأنه يقود القاعدة في أفغانستان وبأن حرب الأمم الغربية في أفغانستان يأتي ضمن الحفاظ على العالم من تفشي الإرهاب الذي هم أساس صنعه كصنعهم لأسلحة الدمار والخراب ثم يسعون للحد من أنتشارة ,,, وهكذا تستمر اللعبة .
– ومازالت اللعبة مستمرة ووصلت إلى أوج ازدهارها خلال الفترة الأخيرة ومن خلال الترويج للأعمال التخريبية والتحطيمية والانقلابات