نازي??ِة الهوى.. الحوثيون مرة أخرى
تجربتي الإخوانية منذ منتصف الثمانينيات تركت لدي??ِ انطباعا?ٍ فريدا?ٍ عن الجماعة التي تد??ِعي ركوب موجة الإخوان المسلمين المرتبطة بالمؤسس الإمام البنا رحمه الله .
في مصر والعراق وسوريا والأردن التقيت بممثلين للتيارات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمون كذلك بعض الجماعات السلفية كالتبليغ والتكفير والهجرة والجماعة السلفية وقد تناقشنا كثيرا?ٍ حول مسائل الخلاف الشهيرة بين السنة والشيعة وكنا نتوافق ونتفق كثيرا?ٍ لأن الق?ْرب يزيل الجفاء ويذيب الجليد .
هناك فرق شاسع بين إخوان وسلفيي اليمن وغيرهم من إخوان وسلفية العالم , فرق?َ ما بين السماء والأرض , وللتدليل على أن النموذج اليمني للإخوان والسلفية هو الأسوأ في العالم أن التيارات الإسلامية في تونس ومصر حصدت ثقة المجتمع المصري والتونسي في الإنتخابات نتيجة الإندماج ومراعاة مصالح المواطنين واحتكاكهم بهموم ومعاناة مجتمعاتهم , ليس هذا فحسب بل إن إخوان مصر وخلال الثورة على نظام مبارك لم يمارسوا أي إقصاء بل لم يظهروا على الشاشة رغم قيادتهم الثورة حتى اطمأن الشارع المصري بما فيه المسيحيون لحسن نوايا التيار الإسلامي وذلك ما فشل فيه إخوان اليمن الذين لم يستطيعوا الخروج من عباءة الإستفراد والأنانية فمارسوا على الثوار الحقيقيين – وهم من ركب الموجة – كل أنواع الإقصاء والتهميش وكانوا سببا?ٍ رئيسيا?ٍ لإجهاض الثورة في مهدها .
ذلك الإستهلال الذي طال ي?ْذك??رني بالسبب الرئيس لتركي الجماعة حين كنت حاضرا?ٍ ذات يوم في محاضرة مغلقة لأحد الرموز والدعاة فاستحضر ذكره سيدة نساء العالمين أم أبيها الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومع ذكرها داهمه المرض المستفحل على الهاشميين فما كان منه سوى التهكم والسخرية بالزهراء في أقذر موقف لم يكن يخطر لي ولغيري على بال?ُ مطلقا?ٍ .
ربما يستهجن البعض هذا الكلام ويعتقد أنه من وحي الخصومة أو الكذب المفترى لكن الشهود عليه ما يزيد على ثلاثمائة شخص كانوا حاضرين المشهد المريض ولا زالوا إخوانيين حتى اليوم .
لم أقل بأن النموذج الإخواني اليمني أسوأ النماذج من فراغ لكنه من وحي تجربة دامت أكثر من خمس سنوات ?
سأعود للحديث حول الموضوع من خلال الحملات الإعلامية الكبرى لوسائل إعلام التيار الإسلامي في اليمن لما يحدث في دماج صعدة والمستنقع الطائفي والمذهبي العفن الذي يقع فيه الكثير من القامات الإعلامية المحسوبة عليه ومن دار في فلكها , ليس من باب إقرار مضايقة السلفيين أو الإعتداء عليهم حاشا لله فالإيمان بالتعايش والتسامح مبدأ لا نحيد عنه إن شاء الله تعالى ما حيينا .
ربما ي?ْص?ر??ْ البعض على تصنيفنا مذهبيا?ٍ وهو ما نعاني منه بل هو جزء من مساوئ التيار , لكن مخرجات الإعلام الطائفي مؤخرا?ٍ تبعث على التقزز فكتابات نارية كوصف الأستاذ مروان الغفوري – وهو صاحب القلم الرشيق – للحوثيين بالنازيين مقابل ما يحدث في دماج قول خطير مردود عليه وهفوة عظيمة فلا أعتقد الحوثيين يستحقون هذا الوصف وإن اختلفنا معهم فكريا?ٍ كما أن الوصف السابق لم نكن لنرتضيه على ست حروب صب??ِت جام??ِ غضبها على صعدة وأبنائها وخل??ِفت مآس?ُ أحاط بها علما?ٍ الخاص والعام ومؤخرا?ٍ السيد جمال بن عمر إن لم ي?ْحط بها إخواننا المتحاملون , ومع ذلك لم نجد كتابة واحدة عن كوارث ومآسي صعدة لا من مروان الغفوري ولا من غيره من ك?ْت??ِاب التيار ووسائل إعلامه .
فما بين دماج والست الحروب ?! يا الله لا يكاد ي?ْذكر ولا وجه للمقارنة فأين الثريا وأين الثرى ?!
قاتل الله التعصب والهوى كم يجنيان على الإنسان .
أخيرا?ٍ وما يجب أن يعلمه الجميع قولنا دوما?ٍ ما قاله الإمام الكبير مجدالدين المؤيدي طي??ِب الله ثراه :
قسما?ٍ بالله العلي الكبير
قسما?ٍ يعلم صدقه العليم الخبير
أنه لا غرض لنا ولا هوى
غير النزول عند حكم الله
والوقوف على مقتضى أمره
وأن?ا لو علمنا الحق في جانب أقصى الخلق من عربي أو أعجمي أو قرشي أو حبشي لقبلناه منه ? وتقب??ِلناه عنه
ولما أنفنا من ات?باعه
ولك?ْن??ِا من أعوانه عليه وأتباعه
فليقل الناظر ما شاء ولا يراقب إلا ربه
ولا يخشى إلا ذنبه ? فالح?ِك?ِم?ْ الله والموعد القيامة
وإلى الله ترجع الأمور .
خطيب وأمام الجامع الكبير بالروضة – صنعاء
المدير التنفيذي لمنظمة دار السلام