بدايتها مؤسسة السرطان.. ثورة المؤسسات تنتقل إلى الجمعيات والمؤسسات الخاصة
أضحت ظاهرات الوقفات الاحتجاجية, بعد نجاحها في العديد من المؤسسات الحكومية هي الحل الأمثل لآلاف الموظفين والعاملين في المؤسسات والمرافق الحكومية التي ظلت تعاني لسنوات من فساد المسئولين فيها, وعلى الرغم مما حققته تلك الوقفات من مكاسب ملموسة, تمثلت في استبعاد الكثير من مدراء الادارات, ورؤساء الدوائر, والمرافق الحكومية في كثير من محافظات الجمهورية اليمنية, إلا أن المأخذ الوحيد على تلك الاحتجاجات, كان اقتصار ثورة الموظفين فيها على رؤسائهم المنتمين للحزب الحاكم, بينما ظلت المؤسسات غير المؤتمرية بعيده عن هذه الصراعات.. الأمر الذي جعل من تلك الوقفات الاحتجاجية لدى الكثير من المراقبين والمتابعين للشأن اليمني تندرج ضمن المماحكات الحزبية, التي نجحت (أحزاب المعارضة) في إدارتها.
غير أن السحر, وكما يقال بداء ينقلب على الساحر.. حيث بدأت المؤسسات الخاصة – ونقصد بها تحديدا?ٍ , المؤسسات المحسوبة على المعارضة – تأخذ حقها في محاربة الفساد.. وذلك بعد أن قرر أغلب الموظفين والعاملين في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان, الانخراط في ركاب التغيير, من خلال تنظيم وقفات إحتجاجية, للمطالبة بما اسموه “تغيير الفاسدين في المؤسسة”.
الوقفات الاحتجاجية التي من المزمع البدء في تنفيذها في الرابع من فبراير القادم والذي يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السرطان, تأتي ضمن البرنامج التصعيدي الذي يعتزم الموظفين بالمؤسسة تنفيذه حتى تنفيذ مطالبهم, المتمثلة في إقالة مدير عام المؤسسة “علي الخولاني” الذي يتهمه الموظفين بالإهمال, وعدم الحيادية في تعامله مع الموظفين, ناهيك عن فشله في تحقيق مكاسب ملموسة تعود على المؤسسة وبالتالي على شريحة المرضى بالفائدة.
وأكد موظفو المؤسسة في تصريحاتهم لـ”شهارة نت” أنهم قرروا تنظيم وقفة احتجاجية في الرابع من فبراير أمام المؤسسة, يتبعها بعد ذلك وقفات احتجاجية إمام مجلس الوزراء وكذا منزل نائب رئيس الجمهورية, محملين مجلس إدارة المؤسسة بقيادة الحاج عبدالواسع هائل سعيد انعم وباقي أعضاء المجلس, المسئولية عما قد يحدث من أضرار جراء توقف العمل وذلك لحين الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في عزل الخولاني من منصبة وتعيين مدير عام جديد من ذوي التخصص والكفاءة.
وطالب العاملون في المؤسسات وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية, مشاركتهم في فعالياتهم التي تنطلق في الرابع من فبراير القادم, أمام المبنى الرئيسي للمؤسسة الواقعة في شارع صخر بصنعاء.
الجدير بالذكر ان مدير عام المؤسسة وفي إطار مساعيه للملمة الموقف, عقد اجتماعا مع موظفي المؤسسة, ووعدهم بإجراء الإصلاحات المطلوبة, وتلبية متطلباتهم, غير أن العاملين في المؤسسة وفي تصريحاتهم لـ”شهارة نت” أكدوا عدم ثقتهم بتلك الوعود, التي سبق وان سمعوها منه لأكثر من مره.. مؤكدين عزمهم على المضي في اجتثاث الفساد من المؤسسة وجعلها مؤسسة نموذجية, بعيدا?ٍ عن الفاسدين وأصحاب الأطماع.