خلاصة حوار بين: (مهمش) من تعز و( هاشمي) من صعده..!!
بداية أود التأكيد _ إنني_ لم أكون يوما ولن أكون طائفيا أو مناطقيا أو مذهبيا أو مناصرا لأي من المسميات العصبية أيا كانت وأجزم أنني اتفاخر بانتمائي الوطني وهويتي القومية .. لكن عنوان التناولة هذه فرضته _الحقيقة_ ولم يكون من نسج الخيال ولا يعكس شطحات كاتب في لحظة ترف ..بل أجزم أن (الحوار ) الذي اختزله العنوان حصل بالفعل وجاءا بما حمل من مفردات معبرا عن ثقافة المرحلة التي برزت لنا خلال الأشهر الماضية وهي ثقافة طلعت إلى سطح العلاقات الاجتماعية كل ما لم يكون يخطر بالبال بما في ذلك مفاهيم ومفردات ورؤى وقناعات أخذت تفرض نفسها على واقعنا وعلى علاقتنا مجسدة حالة المشاعية السلوكية والثقافية _أن صح القول _ التي حملتها رياح ما يسمى ب(الثورات الشبابية) أو ما يطلق عليه _مجازا_ بالربيع العربي ..
بعيدا عن الاسترسال في التفسيرات والتبريرات التي أجبرنا عليها _ العنوان_ دعوني أنقل لكم ما دار في اللقاء المثير والفريد والذي دار بين ( مهمش) من تعز و( هاشمي) من صعده..
اللقاء حدث في أحدى خيام الاعتصامات في تعز ونفترض أن أسم (المهمش) هو ( س) وأسم (الهاشمي) هو (ص) .. في لقاء كان لصاحبنا (الهاشمي) مفاجئا ومثيرا وهو القادم من محافظة (صعده) في مهمة حوار وتواصل مع شباب تعز خاصة بعد أن حظى (الحوثي) بحضور ملفت في المحافظة واتسع نفوذ اتباعه ومؤيديه في المحافظة وبشكل ملفت فكانت الزيارة بدافع المباركة والإعجاب ,غير أن ثمة ( مهمش) قلب المعادلة والفهم والرؤية والقناعات ..!!
المهم قال صاحبنا ( س المهمش) لصاحبنا ( ص الهاشمي) بعد أن استمع منه لمحاضرة شملت العديد من الجوانب السياسية والفقهية والفكرية والاجتماعية وصولا إلى وجوب نصرة ومناصرة ( آل البيت) ..بعد كل هذا قال صاحبنا ( س المهمش) للضيف المحاضر وهو ( ص الهاشمي) القادم من صعده بما معناه : نحن يا صاحبي يطلق علينا ( المهمشون ) وأنتم يطلق عليكم لقب ( الهاشميون) وما نحتاجه للتقارب والتعايش مع بعض هو إعادة تركيب الحروف وحسب ..فإذا كنتم جادون وراغبون في الاندماج الاجتماعي وأن نكون جزءا لا يتجزء في هذا المكون المجتمعي فأن عليكم أن تتحرروا من الالقاب (السلالية) حتى تثبتوا للجميع إنكم حقا جزءا من هذا الشعب وإنكم غير متمسكين بكل المفاهيم والطقوس (العنصرية) التي تميزكم عن باقي أبناء الشعب , وعليكم أن تدحضوا كل ما يسوقه عنكم خصومكم في الجانب السياسي أو الفكري والثقافي أو السلوكي والاجتماعي ..عليكم أن تقبلوا بالانصهار والاندماج في المكون المجتمعي الوطني من خلال كسر الحواجز النفسية والثقافية والتحرر من ترسبات وأدران الماضي ومفاهيمه وقيمه المكتسبة والتي حالت دون اندماجنا طيلة القرون والعقود والمراحل الماضية , وبالتالي عليكم أن تناسبوا وتنصهروا في المكون المجتمعي الوطني وأن تقبلوا بتزويج أبناء الوطن والزواج منهم كما يحدث من قبل المكونات المجتمعية الاخرى ..
أن تقبلوا الصلاة في مسجد القيم عليه ( يضم أو يسربل) لا فرق ولا حساسية ..أن تنفتحوا على بقية الشرائح الاجتماعية كما هو حال هذه الشرائح دون خصوصيات أو مميزات ..
ويواصل ( س المهمش ) مخاطبا ( ص الهاشمي) عليك يا صاحبي ان تدرك أن ( جدك ) ونبينا عليه الصلاة والسلام تعايش مع ( بلال الحبشي) وجعله من اقرب المقربين منه عليه الصلاة والسلام , وكان ( بلال الحبش) مؤذن الرسول وصاحبه وجليسه ورفيقه شاركه مسيرته وسيرته وخالطه في طعامه وشرابه ويقول ( جدك) ونبينا عليه الصلاة والسلام ( لا فرق بين عربي وعجمي ولا اسود ولا أبيض ) إلا بالتقوى.. و( جدك) ونبينا هو القائل عليه الصلاة والسلام ( الجنة لمن اطاعني ولو كان عبدا حبشيا والنار لمن عصاني ولو كان سيدا قرشيا) و( جدك) ونبينا عليه الصلاة والسلام فضل ( بلال ) على الكثير من أقربائه من أعيان (قريش9 المشركين بما فيهم ( عمومته) عليه الصلاة والسلام ..!!
ويضيف ( س المهمش) مخاطبا صاحبنا ( ص الهاشمي) تدرك أن ( جدك) ونبينا عليه الصلاة والسلام قد أمر أوائل المسلمين بالهجرة ( للحبشة) وقال لهم أذهبوا للحبشة فأن فيها ملكا عادلا لا يظلم عنده أحدا .. وذاك الملك يا ( هاشمي) هو ( جدي) أنا ( المهمش) فارحموا عزيز قوم ذل..??!!
ما سلف كان خلاصة ( حوار ) بين ( مهمش) من تعز و( هاشمي ) من صعده .. فماذا يستنتج من هذا (الحوار ) ..? السؤال برسم القارئ الكريم ..
ameritaha@gmail.com