الإمارات تستغل جزيرة ميون لتنفيذ عملياتها العسكرية في اليمن
شهارة نت – تقرير
كشف تقرير لصحيفة قطرية أن الإمارات حولت جزيرة في اليمن إلى قاعدة عسكرية لها وممرّاً لدخول أتباعها وخروجهم وإدخال الدعم إليهم ليتولى هؤلاء الوكلاء إيصال هذا الدعم إلى عدن وباقي المناطق.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “العربي الجديد” المساندة لجماعة الاخوان المسلمين، فقد جهزت الإمارات جزيرة “ميون” وأعادت تأهيل مطارها العسكري الذي تستخدمه أيضاً لدعم وكلائها في الساحل الغربي، إلى جانب الموجودين في عدن.
وقال التقرير إن “الإمارات تواصل العبث في المناطق والأجزاء الحيوية والاستراتيجية في اليمن، وسط تركيز على الجزر المتناثرة، التي تعدّ واحدة من أهم الثروات المدفونة في البلاد”.
وتحدثت مصادر عسكرية وأمنية يمنية عن حجم الانتهاكات في جزيرة ميون الواقعة في قلب مضيق باب المندب، والتي تربط بين البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، وسط محاولة من أبوظبي لاستنساخ ما قامت به في سقطرى في الجزيرة، بحسب الصحيفة.
ونقلت عن تلك المصادر قولها “إنّ الإمارات عزلت الجزيرة التي تبلغ مساحتها 13 كيلومتراً مربعاً، وعدد سكانها نحو 250 شخصاً، عن محيطها اليمني، ضمن محاولة لاقتطاعها وحرمان أي طرف يمني التحكّم بمضيق باب المندب”.
ووفقاً للمصادر، فرضَت الإمارات إجراءات عديدة في سبيل منع الوصول إلى الجزيرة، باستثناء قلة في صفوف وكلائها ممن تثق بهم بشكل مطلق، وبينهم عدد من الصحافيين والإعلاميين الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، وتدرّ عليهم أموال لاستمرار كسب ولائهم، فيما يُمنَع الآخرون من صحافيين أو ناشطين أو سياح وغيرهم من الوصول إلى الجزيرة.
وقالت المصادر إنّ الإمارات جعلت من جزيرة ميون قاعدة عسكرية لها، وممرّاً لدخول أتباعها وخروجهم، وإدخال الدعم إليهم، ليتولى هؤلاء الوكلاء إيصال هذا الدعم إلى عدن وباقي المناطق، خصوصاً بعد إعادة الإمارات تأهيل مطار ميون العسكري الذي تستخدمه أيضاً لدعم وكلائها في الساحل الغربي، إلى جانب الموجودين في عدن، وتحديداً المرتزق طارق محمد عبد الله صالح.
ولا يستطيع أي مسؤول في السلطة المحلية في محافظة عدن الوصول إلى الجزيرة وزيارتها، منذ سيطرة الإمارات ومرتزقتها عليها في أكتوبر/ تشرين الأول 2015 ، وذلك على الرغم من محاولات عدة جرت في هذا الشأن.
وتحدثت مع أربعة من سكان الجزيرة، الذين كشفوا عن الممارسات الإماراتية في ميون، وأشاروا إلى تعمّد مضايقة الناس في الصيد البحري، على الرغم من كونه مصدر رزق رئيسياً لأغلب سكان الجزيرة، فضلاً عن دخول البيوت واقتحامها تحت حجج واهية، فيما يُمنَع وصول المساعدات الإنسانية والمنظمات إلى الجزيرة.
في المقابل، يُسمَح بالعمل فقط للهلال الأحمر الإماراتي، الذي يمارس نوعاً من الإذلال للناس، بحسب ما قال مَن تحدثوا للصحيفة، لافتين إلى أنّ الهدف من هذا التضييق، إجبارهم على الرحيل والهجرة عن الجزيرة، أو القبول بالإغراءات المقدمة بتسفير سكان ميون إلى الإمارات.
وأكد هؤلاء السكان أنّ علم اليمن ممنوع رفعه في جزيرة ميون، فيما يرتفع العلم الإماراتي بدلاً منه، وبعض أعلام مرتزقة أبوظبي، ولا سيما “المجلس الانتقالي الجنوبي”.
وتحدثوا عن وصول وفود إماراتية إلى الجزيرة بشكل شبه يومي، مشيرين إلى أنّ تحركاتهم لا تتوقف. ويلتقي ضباط إماراتيون بعدد من وكلائهم في الجزيرة.
كذلك يوجد سجن في الأخيرة، يُعتقد أنّ فيه محتجزين من محافظات ومناطق عدة، أُلقي القبض عليهم، أو اختطفهم الإماراتيون ووكلاؤهم.
وأكد السكان ما ذكرته مصادر أمنية وعسكرية في عدن كذلك، وجود عمليات تهريب تجري عبر جزيرة ميون لسلع وتقنيات وسلاح وبضائع تجارية مختلفة، بمساعدة من قادة مليشيات تابعة لـ”المجلس الانتقالي” والإمارات، مقابل مبالغ كبيرة يحصلون عليها.
وغالباً ما تأتي هذه البضائع المهربة من دبي ومنطقة القرن الأفريقي، فيما تجري عمليات التهريب غالباً في الليل، تحت غطاء أبوظبي ومعرفتها.
ويضيف التقرير ان سكان جزيرة ميون يعانون من صعوبة الحياة، وغياب الخدمات بشكل شبه تام، وفي مقدمتها الخدمات الصحية، نظراً لعدم وجود أي مستشفى في الجزيرة سوى مركز صحي مكون من أربع غرف لا يصلح، وفق سكان الجزيرة، “حتى لتوليد امرأة”، وهو ما يضطرهم إلى نقل المرضى والحوامل عبر قوارب مهترئة لإيصالهم إلى البرّ، ثمّ يحتاجون وسائل نقل أخرى، كالسيارات، التي غالباً لا تتوافر.
وتحتاج عملية نقل مريض من الجزيرة إلى أقرب مستشفى على الأقل إلى ساعتين تحت ظروف معقدة وصعبة.
وزادت سيطرة الإمارات ووكلائها على ميون من تعقيد حياة السكان، وتحويلها إلى جحيم، بعد مضايقتهم في أعمال الصيد ووقف السياحة في الجزيرة وهما المصدران الأساسيان للرزق لسكان ميون.
وهو ما اضطر البعض من الشبان إلى الانخراط ضمن عمل المهربين لكسب لقمة العيش. في الوقت نفسه، يرفض سكان الجزيرة الاستسلام للضغوط والمضايقات الإماراتية، في الهجرة نحو عدن أو تعز أو خارج اليمن.