زمن الصمت
هل نستطيع القول ان زمن الصمت انتهى وان الزمن اليوم زمن الشعب ولم يعد زمن الأصنام والرموز الفاسدة والأشخاص.
يبدو ان المتنفذين المفسدين لم يكونوا متوقعين حدوث الاحتجاجات التي بدأت تنتشر في اغلب مؤسسات الدولة ضدهم بعد ان عاثوا فيها وكانوا الاعمدة التي لا يمكن حتى الإشارة اليها من قريب او بعيد الا بالاطراء والتفخيم والشكر والتصفيق وهناك قلق كبير في اوساط هذه الرموز من امتداد هذه الشرارة اليها مايحدث اليوم من رفض واضراب واحتجاج ومطالبات بالاقالة والاصلاحات في عدد من المؤسسات والهيئات والمكاتب من وجهة نظر المراقب المستقل بعيد عن الحزبية ان هذا دليل على وعي المواطن بأن زمن الصمت انتهى وأن الفساد قد آن له ان يتوقف, لكن من وجهة نظر المتنفذين المتضررين من هذا التوجه الشعبي وانصارهم فان هذا انقلاب على مصالحهم التي لم يتخيلوا انقطاعها ويرفضون الاعتراف بشعبية هذه الاحتجاجات متهمين بعض الجهات والاحزاب بافتعالها متناسين ان الشعب تجرع الويلات وانتظر يوما يستطيع فيه الوقوف في وجه المفسد ايا كان ومن اي جهة كان وحلم بفجر يشرق وقد تلاشى الفساد ورموزه ولكن كانت المنظومة متماسكة وكان من الصعب تفكيكها وهاهي اليوم تفككت وهذا ما حلم به كل مواطن كما لا يزال اصحاب هذا الفكر ينظرون للمحتجين بنفس النظرة التي كانوا ينظرونها ضد الشباب الذي ثار وانتفض ضد النظام وهي نظرة الاحتقار والاتهام بالعمالة والتطرف والتخريب ووووو ينظر هؤلاء الاستاتيكيين الى التغيير على انه انقلاب والى الاحتجاج على انه عماله والى التعددية على انها فوضى صراع اليوم بدأ يأخذ منحى جديد بمعادلة جديدة ويجب ان نحاول التماشي مع المفاهيم الجديدة .. فاليوم على كل مسئول ان يبحث عن مايرضي العامة من الشعب ومن مرؤوسيه لا مايرضي سيده ويتحاشى ما يغضب العامة من ابناء الوطن الذي اقسم ان يكون خادما له وامينا عليه وراعيا لمصالحه ..
وبكل أسف نقول لمن لا يستطيع فهم مثل هذه المعادلة من اي جهة كان ان يحزم امتعته ويذهب معززا قبل ان يطاله جحيمها. تبادل الادوار لا يعني الانتصار لطرف والانهزام لآخر بقدر مايعني ضرورة الانتقال لمرحلة جديدة تتغير فيها القيم والمفاهيم والأساليب وتختفي فيها الممارسات السيئة نظرة الاحترام والولاء والتواضع يجب ان تتوجه نحو المواطن البسيط لا نحو الاصنام والرموز والاحزاب والتحالفات .. نحن بحاجة الى صنع وابراز نماذج جديدة طاهرة اليد والقلب واللسان في كل مرافق الدولة لتعود لقيم الخير معانيها ومدلولاتها .. لأن الثورة هي ثورة اخلاق في المقام الأول وان قيل عنها ماقيل.