اليمن : استعداد رسمي وشعبي للتصدي لكورونا وسط تآمر دولي وخذلان أممي
اليمن : استعداد رسمي وشعبي للتصدي لكورونا وسط تآمر دولي وخذلان أممي
شهارة نت – تقرير
يتضح أن العاصمة اليمنية صنعاء وباقي المحافظات اليمنية غير المحتلة تعيش حالة استنفار شديدة، استعداداً لمواجهة فيروس كورونا، الذي يغزو العالم ومن المتوقع وصوله الى اليمن في أية لحظة، سيما بعد أن قررت قوات الاحتلال الامريكي السعودي فتح مطار عدن واستقبال المزيد من الرحلات الجوية في اجراء لم تبادر اليه منذ نحو خمس سنوات.
ورغم ان الإجراءات الاحترازية، التي بدأت في إقرارها واتخاذها حكومة الانقاذ منذ ما يقارب الأسبوعين، فقد خرج قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ليؤكد أمس السبت في كلمته بالذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي أن فيروس كورونا ظهر كخطر وتهديد مستجد في الساحة العالمية.. مشيرا إلى أن الكثير من الأوبئة والمشاكل هي نتاج لأعمال الإنسان وتصرفاته وسلوكياته وهو ما يؤكده القرآن الكريم.
وبين أن الإنسان يتسبب في الأوبئة والكوارث من خلال عدة أمور منها عدم ارتقائه في تعامله وسلوكه في الحياة على أساس الرشد والتعليمات الإلهية، وقد تأتي الأوبئة بسبب خلل في تعامل البشر مع الطبيعة، وقد تأتي الأوبئة والأمراض بسبب العمل الممنهج والمقصود لنشر الضرر كالحرب البيولوجية في استخدام الفيروسات لنشر الأوبئة في مجتمعات معينة.
وذكر قائد الثورة أن أمريكا وبعض الدول تمتلك مختبرات بإمكانيات كبيرة تعمل على استعمال الفيروسات الضارة التي تنشر الأوبئة وتفتك بالبشر.
حرب بيولوجية :
وأوضح أن بعض المجتمعات استُهدفت بما يُقدم تحت عناوين إنسانية كإمكانيات معينة ملوثة بفيروسات تنقل أوبئة قاتلة كأدوات طبية أو مواد غذائية وهناك وسائل عسكرية لنشر الجراثيم والفيروسات لمجتمع معين لاستهدافه بتلك الأوبئة ونشأ عنها ما يسمى بالحرب البيولوجية.
وقال” يتحدث بعض الخبراء في الحرب البيولوجية عن عمل الأمريكيين منذ سنوات على الاستفادة من فيروس كورونا والعمل على نشره في مجتمعات معينة”.. مؤكدا أنه من المتوقع أن يتجه الأمريكي لاستهداف الصين كبلد منافس اقتصاديا وحضاريًا، وفي أمتنا الإسلامية يركز أيضًا على مجتمعات داخل الأمة أو عليها بشكل عام.
وأضاف “يمكن لشركات يمتلكها اللوبي الصهيوني في أمريكا والتي ترى المصلحة الاقتصادية مبرراً لفعل أي شيء مهما كان مضراً، ممكن أن تعمل على نشر وباء وتبتكر لقاحاً معيناً له بمبالغ مالية كبيرة جداً كي تحقق ربحاً مادياً”.
وتابع قائلا” بعض الشركات الأمريكية عرف عنها أنها قد تنشر وباءً بعد أن تعد له لقاحًا، وبعد انتشاره تأتي لتبيعه بمبالغ كبيرة جدًا”.. مؤكدا أنه غيرُ بعيد أن يكون هناك توجه أمريكي لنشر وباء كورونا واستغلاله حتى لو أضر بالمجتمع الأمريكي نفسه.
وقال “الأمريكيون والإسرائيليون ومن يواليهم لا يتورعون عن ظلم البشرية سواء بالفيروس أو بالقنابل والأسلحة الفتاكة أو إفساد حياة الناس، ومن المهم أن نعي طبيعة الدور السلبي لقوى الشر كي نتجه لمناهضتها ومواجهة دورها التخريبي”.
وأضاف” هناك أهمية كبرى ليرى الأمريكي العداء والمحاسبة من المجتمع البشري ليرتدع عن ممارساته الإجرامية”.
وشدد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، على ضرورة الاهتمام بالإجراءات الوقائية والإرشادات الصحية من الجهات ذات الاختصاص .. وقال “من المهم جدًا الحذر من الهلع والتهويل، وعدم النظر إلى هذا الوباء أنه أصبح كارثة لا يمكن التصدي لها”.
وأشار إلى أن إحباط الناس وتوظيف المخاطر بشكل يحبطهم ويرعبهم ويؤثر سلبًا على حياتهم هو أمر سلبي وعمل عدائي .. مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا ينبغي التهاون ولا التجاهل لهذه الأخطار، بل يجب أن تكون فرصة لبناء واقع جديد للأمة تكون فيه بمستوى مواجهة التحديات.
استعدادات حكومية
وكان الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الاعلى ، اصدر يوم الجمعة، جملة توجيهات تضاف إلى القرارات والإجراءات التي اتخذتها حكومة الانقاذ بغية الاستعداد لمواجهة الخطر.
وقد اصدرت السلطات اليمنية في صنعاء قرارات قضت بتعليق الأنشطة والفعاليات وتوقيف المدارس والجامعات واغلاق الحدائق العامة وتقليص عدد الموظفين في الجهاز الاداري للدولة بنسبة 80%، يأتي هذا كله في اطار الاستعدادات الجارية لمكافحة هذا الوباء العالمي، في حين ترى اطراف العدوان ومرتزقتها وباقي ادواتها بأن هذه الاجراءات تعد دليلاً على انتشار الوباء في اليمن، الامر الذي دفع وزير الصحة الدكتور طه المتوكل، الى الرد عليه بتغريدة مساء الجمعة، قال فيها:” بفضل الله وجهود الجميع لم تسجل أية حالة اصابة مؤكدة مخبريا بفيروس كورونا المستجد، حتى اللحظة”.
ودعا المتوكل إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية لمواجهة فيروس كورونا.
ورغم أن تصريحات المسؤولين في حكومة الانقاذ سواء الصحيين أو السياسيين، تحمل رسائل تطمينية لليمنيين، إلا أنها كذلك تحمل رسائل مقلقة تنبع من خطورة المخطط الامريكي السعودي الاماراتي الرامي الى تحقيق اي نصر على اليمنيين .
وقد بدأت ملامح الخطورة لهذا المخطط من خلال محاولات الامارات في السابق على نقل المصابين بكورونا في اراضيها الى محافظة عدن، ومن ثم قيام تحالف العدوان الامريكي السعودي بفتح مطار عدن لاستقبال المزيد من الرحلات الجوية الواصلة الى عدن، وهو اجراء طالما رفضت دول العدوان السماح به طيلة السنوات الماضية.
ودفع مثل هذا الاجراء الاخير لقوى العدوان ، رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور اليوم الاحد الى التأكيد بأن: دول العدوان ليست بريئة في فتح مطار عدن للرحلات الجوية وفتح المنافذ البرية امام العائدين.
تواطئ أممي
وكعادتها، سعت المنظمات الدولية المحسوبة على الامم المتحدة الى دعم وتعزيز المخططات العدائية ضد اليمن وهو ما يتضح من خلال تصريحات رئيس فريق منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأخطار المعدية، عبدالنصير ابوبكر، الذي المح الى تفشي وباء كورونا المستجد في اليمن وسوريا، وذلك في محاولة لكسر النجاح الذي حققته حكومة الانقاذ في مواجهة هذا الوباء حتى الان، فضلا عن وضعه للمقدمات التراجيدية والممهدة لنقل دول العدوان هذا الوباء الى داخل اليمن .
ورغم اتضاح الصورة حول التواطئ الاممي والتمهيد المبطن لنقل العدوى الى اليمن فقد سارعت منظمة الصحة العالمية الى ارسال برقية الى حكومة الانقاذ الوطني في صنعاء تنفي فيها تفشي الوباء اليمن، وجاءت المذكرة كبرقية دوان ان تكلف نفسها نشر ما تضمنته من تأكيدات على خلو اليمن من الفيروس عبر وسائلها الاعلامية او تلك الوسائل التي روجت واشاعت نبأ انتشار الفيروس في اليمن.
ويظهر هذا التواطؤ مدى التلاعب الاممي بالقضايا المصيرية وانجرافه لخدمة العدوان حتى لو كان ذلك على حساب امن المواطنين اليمنيين وسلامتهم.
وهذا ما اكده ايضا اجتماع عقد اليوم بصنعاء برئاسة رئيس لجنة المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية لمتابعة احتياجات مواجهة فيروس كورونا جابر الرازحي، الذي جرى فيه مناقشة أسباب تباطؤ المنظمات في التدخلات العاجلة لدعم جهود اليمن في مواجهة الفيروس.
و أكد الرازحي على ضرورة اضطلاع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنسانية بدورها في تعزيز التدابير والإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا ومنع دخوله اليمن.
ولفت إلى أهمية التحرك الجاد والمسئول وعدم التباطؤ خلال هذه المرحلة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد، ما يحمل المنظمات الإنسانية مسئولية ذلك.