عام?َ من الفوضى
– أيام معدودة ويأتي اليوم الذي يحتفل المصريون بذكرى ثورتهم المزعومة ال25من يناير بعد أن أحتفل التونسيون بذات الحدث والذي ينتظر اليمنيون لقدوم يوم من الشهر القادم كي يحتفلون ولو من باب المكابرة والتقليد بذات الحدث وأيضا الحدث في ليبيا وسوريا وكل هذه الأحداث والتي حصلت في أرض العروبة والإسلام خلال العام المنصرم 2011م والتي كانت سلبياتها وخرابها ودمارها أكثر من إيجابيتها ومحاسنها والتي أثر الإعلام العميل المدمر على إظهار المحاسن وتغافل – عمدا وعمالة – عن المساوئ ,,, وعندما نتكلم عن محاسن ومساوئ هذا العام والذي أطلقت عليه رأفة (عام من الفوضى) فالمحاسن ربما لن تتجاوز بضع كلمات قد يتفق معي العامة وقد يختلفون وتنحصر فقط في (تخلص بعض الشعوب من حكام طال مكوثهم في الحكم وغرس رؤية وثقافة وفكرة بأن هذه المناصب كما قال عنها خير البشر صلى الله عليه وسلم لأبي ذر ذات يوم “يا أبا ذر لا تطلب الإمارة فإنها يوم القيامة خزي ومهانة” وبعد هذه الإيجابية والتي أيضا أتحفظ في ذكرها ولكن أقولها من باب الإنصاف لذوي القلوب المرجفة والضعيفة كي يستمروا في مواصلة القراءة لهذا المقال فإن السلبيات التي عمت هذا العام عديدة جدا وكثيرة سواء مساوئ ظهرت أو مازالت تظهر أو ستظهر لاحقا وسألخص بعض منها في عدة نقاط ربما تكون الأهم وربما لا ولكن من باب التوضيح لماذا أطلقت على عام2011م عام من الفوضى والخراب والدمار وهذه الفوضى تلخصت في الآتي :-
1. الجانب الديني :-
– كنت إلى ما قبل هذه الفوضى الخلاقة أحدث نفسي عن سر تكرار الرسول الكريم عليه وعلى آله الصلاة والسلام موضوع “الدجال” وقدوم الدجال وفتنة الدجال وتخويفنا منه والتشديد على التعوذ منه وإظهار علاماته رغم أن الأمر محسوم (حسب رؤيتي وتحليلي السابق) كوننا أمة مسلمة ومؤمنة ودرسنا علامات الدجال كاملة وأول ما يظهر لن يكون من الصعوبة تحاشي أي مسلم عن الوقوع في فخه ,,, غير أن أحداث 2011م أظهرت لنا جميعا خطأي التام في هذا الجانب وهذه الرؤية فجزء كبير من الشعوب خاصة “النساء” انجروا خلف وانجرفوا بعد الأحداث هذه وفتنها وزينتها ومدبروها ومخططوها دون وعي أو فكر أو حسبان مما ينذر أن الدجال وظهوره سيكون كارثي كما حذرنا منه سيد الخلق أجمع وسيدخل كل المدن في الجزيرة العربية باستثناء (مكة والمدينة) ,,, فظهر في الوسط العربي الكثير ممن تجاوزت أعمالهم وأقوالهم كل حدود الدين والعادات والتقاليد المنبثقة من الدين فظهرت لنا نساء فاجرات بغيضات يقدن حملات التحرير والتطهير والرفعة والكرامة للإنسان العربي (كرؤية مضحكة ومبكية في آن واحد) بل أن الأمر وصل إلى حد التسابق والتنافس في من يستطيع منهن أن تكسر هذه المبادئ أسرع وأشد وأقوى حتى وصل بأحدهن التطاول على الله جل وعلا عل وعسى ترضي بهذا إله من آلهتها في دهاليز المتآمرين ,,, العلماء أصبحوا منجرين خلف أهداف ورؤى دنيوية مخيفة (إلا من رحم الله) حتى تجرأ أحدهم وأخترع لنا شيء اسمه “فقة ثوري” وأحله محل الفقة الديني المحمدي المعلوم والمعمول به منذ أن جاء به وأسسه خير البشر محمد صلى الله عليه وآله وسلم وضمن سنن هذا الفقة جواز احتلال الدول العربية والإسلامية من قوى غربية والخروج على ولي الأمر وقتاله وتعطيل البلاد والعباد وغير ذلك من أحكام ,,, وصل الأمر في عام 2011م في المجال الديني إلى تلاشي الثقة بين عامة الشعب عن علماء الشعب وهؤلاء هم ورثة الأنبياء وحملة الدين مما أدى إلى تلاشي الدين من قلوب الكثير فأصبح الدين بضع حركات في المساجد وتلاشت عن المعاملة بين الناس وقوانينها وغير ذلك ,,, وصل الأمر للدعوة بأن الدين فقط عبادة والدنيا لها قوانينها وأصبحت المارقات تتكلمن في هذا الأمر ويقودين جيوش من الشباب الأعمى خلفهن وبلا وعي ,,, وهناك الكثير والكثير من المبادئ الدينية والتي أضحت في سنة 2011 وضحاها عبارات من الماضي وكلها في فوضى أسمها 2011م.
2. الجانب الاقتصادي.
– زعموا أن ثوراتهم لإخراج الناس من حالة الفقر والبؤس إلى حالة الغنى والرفاهية ومقارعة (ماليزيا وتركيا) في التطور والتنمية والرفاهية فحطموا خلال هذا السعي اقتصاد مصر وسياحتها واستثماراتها وتجارتها حتى تجاوزت خسارة مصر (أرضا وإنسانا) المئات من المليارات ,,, واليمن والتي أصلا تعتبر من افقر دول العالم خسارتها تجاوزت ال30مليار دولار بما يعادل ميزانية سنتين فزادت في أراضيها الفقر والبطالة وتوقفت أعمال البناء والتنمية والإنشاءات والتعمير وزادت معاناة الناس وبشكل كبير جدا وأصبح الكهرباء يصل إلى عاصمتها ساعتين في اليوم والليلة ولولا أن الله حباها بجو طبيعي معتدل ورائع على مدار العام أن أهلها سيضيقون أكثر وأكثر كما يضيق أهل المناطق الحارة كالحديدة وعدن ,,,وتعطلت أعمال وتجارة معظم أصحاب المال والأعمال ومنها تم تسريح عشرات الآلاف من الموظفين والعاملين ,,, وليبيا وما أدرئك ما ليبيا فليبيا أصبحت نسخة مكررة من أرض الرافدين في جانب النفط والثروات وإن اختلف ا