بقلم / الشيخ عبدالمنان السُنبلي
أليس ملفتاً للنظر أن نجد القيادات الإسرائيلية تتغزل دائماً بالسعودية وبعض دول الخليج بصورة لم تفعلها مثلاً مع مصر والتي تقيم معها علاقاتٍ دبلوماسيةٍ مكتملة الأركان ومعاهداتٍ واتفاقياتٍ دوليةٍ منذ أكثر من سبعٍ وثلاثين سنة ؟!
ألا يعني ذلك أن هنالك حميمية ودفء في العلاقات بينهم تعكس عمق وأزلية هذه العلاقات المشبوهة حتى وإن تعمدوا تحريزها في إطارٍ محكم من السرية والكتمان لفتراتٍ طويلة ؟!
وإلا لماذا نراهم متحمسين بقوةٍ مثلاً لدعم بعض السوريين في ما اسموه تحرير بلدهم بينما ومنذ أكثر من ستين سنة لم نجد هذا الحماس والدعم أو حتى بعضاً أو شيئاً منه قد قُدِّم للفلسطينيين لتحرير بلدهم ؟!
أليس الفلسطينيون أولى بمئات المرات من غيرهم بمثل هكذا دعم لو كانوا مخلصين ؟!
لماذا أيضاً حركوا العواصف على اليمن والعراق من قبل، عواصفَ لا تُبقي ولا تذر بينما لم نرهم منذ أكثر من ستة عقودٍ قد حركوا حتى زوبعةً في فنجانٍ على إسرائيل ؟!
أليس الفلسطينيون أحق بأن تُحرَّك لهم عواصف الدنيا حزماً وعزماً من سواهم لو كانوا صادقين ؟!
والله لو كنت أشتبه مجرد اشتباهٍ فقط أن ما يقومون به في سوريا واليمن هو بمثابة أولوياتٍ توَجَّب القيام بها تمهيداً لتحريك عواصف قادمةٍ بإتجاه فلسطين لكنت اول المبائعين والمنضوين تحت لواء بني سعود وأعرابهم وحلفاءهم ، ولكني أعلم علم اليقين أن لا وجود لفلسطين ولا القدس ولا حتى المسجد الأقصى في برنامجهم أو مشروعهم سواءً في الماضي أو الحاضر وكذلك في المستقبل !
هم أصلاً ليس لديهم أي مشروعٍ إمبراطوري حتى نعول عليهم في تحرير فلسطين، هم في الحقيقة مجرد أدوات مشاريع إمبراطورية أجنبية أخرى وهذا هو أدق تعبير يمكن أن نوصفهم به، ولذلك فإننا نجدهم دائماً يقفون حجر عثرةٍ في طريق أي مشروعٍ وحدويٍ عربيٍ جامع، فلا يهجع لهم بال إلا بعد أن يتاكد لهم أنهم قد أجهضوه وقاموا بوأده تماماً !
فهل هم بذلك يخدمون العروبة والإسلام كما يدّعون أم يخدمون من يا تُرى ؟!
الإجابة تجدونها في كواليس ما يجري اليوم من إعدادات وترتيبات تنفيذ ما يسمى بصفقة القرن !