بعد سيطرتها على مدينة قريبة من العاصمة.. أمريكا قلقه من نشاط القاعدة في اليمن
أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن خشية الولايات المتحدة من اتساع نشاط القاعدة في اليمن نتيجة للاوضاع غير المستقرة.. مؤكدة إن “عدم الاستقرار في اليمن هو مصدر قلق كبير للشعب اليمني أولا? ثم للمنطقة وللعالم”.
وتأتي تصريحات الوزيرة الأميركية متزامنة مع سيطرة حوالي ألف مقاتل من تنظيم القاعدة على مدينة رداع في وسط اليمن? مما جعلهم أكثر قربا من العاصمة صنعاء بعد أن عززوا وجودهم في جنوب البلاد وجنوبها الشرقي.
ويغتنم تنظيم القاعدة ضعف السلطة المركزية في اليمن ليعزز مواقعه خصوصا خلال الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح.
وكانت الولايات المتحدة قد دعمت المبادرة الخليجية التي تهدف إلى وضع حد للأوضاع المتدهورة.
وتقضي المبادرة الخليجية بضرورة إجراء الإنتخابات الرئاسية في فبراير كجزء من إتفاق نقل السلطة من علي عبد الله صالح إلى نائبه بعد قرابة عام من الاحتجاجات.
وفي سياق متصل طالب زعماء قبليون في محافظة البيضاء اليمنية امس الثلاثاء قوات الأمن والجيش بالتحرك بسرعة لإخراج تنظيم القاعدة من مدينة رداع محملين السلطات مسؤولية سيطرة التنظيم على المدينة.
وأطلقت هذه الدعوات خلال لقاء عقده وجهاء عشائر البيضاء مع مسؤولين مدنيين وعسكريين لبحث تداعيات سقوط مدينة رداع بيد عناصر متطرفة تنتمي إلى “تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”.
وقال الشيخ صالح العواضي الذي شارك في اللقاء إنهم تحدثوا مع المسؤولين العسكريين والأمنيين وأعضاء السلطة المحلية بناء على طلب منهم وأبلغوهم بأنهم “لمسوا تواطؤا سياسيا واضحا من قبل القائمين على المؤسسة العسكرية والأمنية في دخول تنظيم القاعدة رداع”.
وتابع قائلا “لقد طالبناهم بإعلان موقف واضح وسريع تجاه ما حدث لأن موقفهم أثناء سيطرة القاعدة كان موقف المتفرج فقط بدليل أن تلك الجماعات دخلت على متن عدد من السيارات وتحمل أسلحتها الخفيفة والمتوسطة ومرت عبر النقاط الأمنية والعسكرية دون صدام”.
ومن جانبه أكد الشيخ عثمان السوادي? وهو زعيم قبلي أخر محسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه علي عبد الله صالح? وجود تقصير من قبل أجهزة الأمن? عازيا ذلك إلى أن “المرحلة الحالية في الأزمة السياسية عند مفترق الطرق بين الحزب الحاكم والمعارضة”.
وتخشى الولايات المتحدة والسعودية أن يستغل تنظيم القاعدة النشط في اليمن الاضطرابات المستمرة في هذا البلد لشن هجمات خارجية? خصوصا في ظل تدهور الوضع الأمني بعد أن تخلى صالح عن السلطة وتعهد بتسليمها أو التعاون مع الخطط الدولية لتسليمها? غير أن تصريحاته الأخيرة المتضاربة حول نقل السلطة زادت من مخاوف المعارضة.