حزب التجمع اليمني للإصلاح .. الشريك والجلاد والضحية
– من نافلة القول عند قراءة عنوان هذه المقالة منذ الوهلة الأولى قد يتبادر للذهن ذلك النوع من الاستفسارات المهمة التي تصل إلى مرتبة التساؤلات? والتي أجدها مهمة بل ومحورية حول أهمية ما يحمله هذا العنوان من إشارات واضحة ودلالات ومعاني صريحة لها أهمية كبيرة لا بأس بها في إلقاء حزم من الضوء ومن ثم ترجمة لكل ما يدور حولنا من تطورات رئيسة على مدار الـ20 عاما الماضية? عجز الكثيرين ليس على الإحاطة ببعض جوانبها ضمن سياق تطور الظاهرة السياسية التي يمثلها حزب التجمع اليمني للإصلاح الأكثر خطورة على حاضر ومستقبل اليمن دولة وشعبا? والذي يمثل الوعاء الحاضن لكل التيارات والاتجاهات ومن ثم القوى والحركات التي تنتمي للقوى التقليدية المحافظة والمتطرفة فحسب? بل- أيضا- عن استيعابها? جراء استمرار تنامي حالات التعقيد والغموض المتسارعة والمتداخلة التي شابت خط سير الأحداث الرئيسة? في واحدة من أهم القراءات التحليلية لأهم أبعاد ودلالات ومعاني أخطر المؤامرات التي قادتها القوى التقليدية المحافظة والمتطرفة على حاضر ومستقبل اليمن دولة وشعبا.
– وهو الأمر الذي نستطيع من خلاله الإجابة عن بعض أهم التساؤلات المحورية التي تدور في البدء ليس حول كيف أصبح حزب التجمع اليمني للإصلاح شريكا في سدة السلطة ? ولكن في حقيقة الأمر منذ متى أصبح محتكرا لمعظم مصادر القوة والثروة أكثر منه شريكا على أرض الواقع? وصولا إلى معرفة طبيعة ومستوى ومن ثم حجم المسئولية التاريخية الملقاة على عاتقه في كل ما يجري في البلاد على مدار العقود الماضية? ومرورا بكيف ولماذا ومن ثم متى أصبح يتولى مهام الجلاد الأساسي المخول بالاقتصاص من أحد أهم شركاه في السلطة سواء أكان ذلك الكيان السياسي- الحزبي الذي مثله المؤتمر الشعبي العام وجمع بين صفوفه كل القوى والتيارات والحركات الناشطة بين أوساط المجتمع (1980- 1990م) أو كان ذلك حزب المؤتمر الشعبي العام (1990- 2011م) ? ومن هي الجهة التي خولته للقيام بذلك ? وعلى أية أسس دستورية وقانونية وشرعية وشعبية…الخ استندت عليها ? وانتهاء حول كيف سوف يصبح حزب التجمع اليمني للإصلاح ككيان سياسي وعناصره? هو الضحية القادمة على مذابح بعض قيادات التيار المتطرف المنتمي للقوى التقليدية المحلية والإقليمية? كي تشرب من نفس مرارة الكأس الذي أذاقته لمن سبقوها من العناصر والقوى السياسية التي تقف على رأسها كلا من الحركة الناصرية عام 1978م ? والحزب الاشتراكي اليمني عام 1994م كأحد أهم سنن هذا الكون وقوانينه كما تدين تدان?
– ومن هذا المنطلق يمكن القول في محضر إعطاء إجابات عن هذه التساؤلات? أن القوى التقليدية المحافظة والمتطرفة لم تكن شريكا أساسيا ومحوريا مباشرا وغير مباشرا في السلطة كما يعتقد الكثيرين فحسب? بل- أيضا- كانت الجهة الأساسية التي تهيمن على معظم مصادر القوة والثروة في البلاد- استنادا- لما آلت إليه إرهاصات الأزمات التي عاشتها البلاد في النصف الثاني من عقد السبعينيات من تطورات رئيسة حددت أهم المعالم الرئيسة لما أتى بعدها? على خلفية ما حققته من نجاحات نسبية ومهمة في إخراج الحركة الناصرية من معادلة السلطة عام 1978م? جراء تغيير شبه جذري للمعادلة الداخلية القائمة لصالح القوى التقليدية على حساب القوى التحديثية والتحررية? فعندها فقط تم إعادة اقتسام مصادر القوة والثروة فيما بينها وبين باقي القوى العاملة في الساحة تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام واضعا يدها على الجزء الأكبر والمهم منها? بحيث لم يتبقى لباقي مكونات المؤتمر من هذه القوى التي كان الرئيس الصالح على رأسها ويمثلها سوى ذلك الجزء الصغير الذي لا يتعدى الثلث منها أو يقل عن ذلك- على أكثر تقدير- كي تدخل على إثرها اليمن إرهاصات أحد الأنفاق الرئيسة المظلمة? التي تداخلت فيها كافة التوجهات والاتجاهات والرؤى والأساليب والطرق إلى حد التعقيد والتشابك? بحيث عجز الكثيرين عن استيعابها بتاتا? متراوحة ما بين القيم القبلية في أوج شدتها والقيم المدنية في أدنى أشكالها? نظام قبلي مسيس ( أشلاء نظام سياسي تتحكم فيه القيم القبلية وعناصرها)? ولكنه لم يكن النفق الأشد ظلمة- بحسب وجهة نظري- التي حاولت التيارات المتطرفة للقوى التقليدية ولوجه بقوة في اتجاه استعادة مكانتها المرموقة داخل المجتمع بلا منازع? وصولا إلى قيام المملكة اليمنية المنشودة على أنقاض الجمهورية اليمنية القائمة? في ضوء طبيعة ومستوى ومن ثم حجم الدور المحوري الذي لعبه الرئيس الصالح على رأس القوى التحديثية والتحررية التي ظلت تمثل رقما مهما لا يمكن تجاهله أو تجاوزه على مدار الـ12 عاما الماضية? بحيث تسنى لها ليس فتح وتبني كافة الملفات المتعلقة بمشروع الدولة المدنية الحديثة التي أعدتها إدارة الرئيس الراحل إبراهيم ألحمدي? سيما بعد نجاحه النسبي في إيجاد بعض الحلول شبه الناجعة للكثير من القضايا الخلافية العالقة.
– في حين تعد الفترة الواقعة بين عامي (1990- 1992م) واحدة من أهم الفترات التي